فتفكَّر السيد مليٍّا وعيناه تتوهَّجان في الظُّلمة ثم قال: حسبُنا ما سمعنا، فلا بد أن تكونَ على درجةٍ من المناعة يتعذَّر فلندَعْهم في سجنهم الاختیاري، ولنَلتفِت إلى الفاسدين. إنهم يسبقوننا إلى السقوط قبل وقال: هنا يكمُن سِرُّ أزمتنا، يعُد الشر بحاجة إلى مهارتنا؛ لذلك انضممنا إلى زُمرة العاطلين، تضمَّن حديثه دعوة إلى إبداء الرَّأي دون إفصاح، فرمقه بازدراءٍ ناري وقال: بل علينا أن نُغيِّر الخطَّة من جذورها. وتبادَلوا نظراتِ الذهول فواصل السيد: للضرورة أحكام كما يقول بنو آدم. – ولكن لِمَ نُوقِظ الضمائر الميتة؟ ولكنَّنا لم نُدرَّب على إيقاظ الضمائر! – من السهل تعلُّمها بالاندساس في الجوامع، لو أنَّ للكلام أثَره المُجدي لما تردَّى الحالُ إلى ما تردَّى إليه. – بقوة سحري نحصل على نتائجَ مشجعة. وقال تابع: هل يكفي الكلام وحده؟ . هناك سلسلةٌ من الأزمات الاقتصادية، دعوا الأزمات؛ والإرشاد،