تقديم: تحتل ولاية الرستاق والمنطقة المجاورة لها موقعاً جغرافياً متميزاً في سلسلة جبال الحجر الغربي ، مما جعلها حلقة وصل بين منطقة الباطنة وكل من المنطقة الداخلية ومنطقة الظاهرة وذلك عبر أوديتها الشهيرة مثل : وادي بني غافر ووادي بني عوف ووادي بني هني وواي الحيملي و وادي السحتن. هذا الموقع الجغرافي المتميز أهلها في السابق لان تكون عاصمة لعمان في فترة حكمدولة اليعاربة في عمان . وللرستاق : أهمية تاريخية كبيرة حيث كانت عاصمة عمان التاريخية ، وفيها كانت بداية حكم دولة اليعاربة في عمان ، حين تولى الإمام ناصر بن مرشد اليعربي في عام ١٦٤٢م متخذاً منها عاصمة لحكمه . وبدأ حربه ضد المستعمرين محققاً انتصارات واسعة . وفيها كانت بداية حكم دولة اليعاربة في عمان ، حين تولى الإمام ناصر بن مرشد اليعربي في عام ١٦٢٤ م متخذاً منها عاصمة لحكمه . وبدأ حربه ضد المستعمرين محققاً انتصارات واسعة كبيرة جعلتها . ومنطقة جذب سياحي لعشرات الآلاف من السياح الذين يتوافدون إليها سنوياً للاستمتاع بقلاعها ومعالمها الأثرية الأخرى ، وبتراكيبها الجيولوجية الفريدة وبمعالمها السياحية الأخرى التي في مقدمتها عيون الماء الساخنة وشلالات المياه المنسابة بين الصخور . وقد اعتمد الباحث في جمع المعلومات في هذه الدراسة على القراءات السابقة مثل : (1995, Hanaa) والزيارات الميدانية الموقع الجغرافي والمساحة : تقع الرستاق في الحجر الغربي جنوب منطقة الباطنة وتعتبر المركز الإقليمي في منطقة الباطنة جنوب . أو من دوار ولاية المصنعة مباشرة إلى الرستاق وتحيط الجبال بولاية الرستاق من ثلاث جهات هي الشرق والغرب والجنوب ، بينما تنفتح على سهل الباطنة الساحلي من جهة الشمال وتتصل الرستاق شرقاً بولاية العوابي وولاية نخل ، ومن الغرب والجنوب الغربي تجاورها ولاية عبري التابعة لمنطقة الظاهرة ، وتجاورها جنوباً كل من نيابة الجبل الأخضر وولايتي نزوى والحمراء التابعتين للمنطقة الداخلية ، ومن الشمال ولاية المصنعة والشمال الغربي ولاية السويق الواقعتان في منطقة الباطنة الساحلية هذا الموقع يجعل الرستاق بوابة الجبل الأخضر إلى ساحل الباطنة ، أما من حيث المساحة فتعد الرستاق احدى الولايات الكبيرة في منطقة الباطنة ، أما من حيث السكان فإن التقديرات السكانية لعام ۱۹۹۹ تشير إلى أن عدد سكان ولاية الرستاق يبلغ حوالي ۷۱۲۸٥ نسمة ، وهي بذلك تأتي في المرتبة الخامسة من حيث الحجم السكاني في ولايات منطقة الباطنة حيث تسـبـقـهـا صـحـار ١٠٤١٦٩ ، ولا يختلف مناخ ولاية الرستاق كثيراً عن الخصائص المناخية العامة في عمان فالمناخ في الرستاق بشكل عام صحراوي يتميز بوجود صيف حار وشتاء معتدل ويصل المتوسط السنوي لدرجة الحرارة إلى حوالي ۲۸ درجة مئوية ، أما درجة الحرارة العظمى في فصل الصيف فترتفع إلى ما يزيد على ٤٥ درجة مئوية ، وبشكل عام تسقط معظم كمية الأمطار خلال شهور الشتاء من نوفمبر إلى ابريل خاصة في يناير وفبراير ومارس ، البناء الجيولوجي وملامح السطح : ويفصل عن طريق ميناء مسقط هاتين المجموعتين . وهي نطاق انتقالي قليل الانحدار يفصل بين السهل الساحلي والسفوح الجبلية الشديدة الإنحدار . فالسطح عبارة عن سهل فيضي قليل الانحدار يغطيه الحصى والرمل الخشن الذي يتدرج إلى الناعم باتجاه الساحل ومصدرهما الحجر الجيري والاوفيوليت الذي قامت بنحته المجاري المائية وجلبته الاودية ، وتغطي هذا السطح مجموعة من المجاري المائية الواسعة ذات الانحدار الطفيف . أما الغطاء النباتي فهو عبارة عن مجموعة من الشجيرات المتفرقة من السمر والسدر والغاف الذي يظهر بكثرة في مجاري الأودية وبالقرب منها . كما تظهر بعض الأعشاب المتناثرة التي تستغل من قبل السكان في مجال الرعي وبخاصة رعي الماعز . الأهمية الجيولوجية لموقع الرستاق : هذه الصخور جذبت اهتمام علماء الجيولوجيا من كل أنحاء العالم لدراستها في عمان لأنها تقدم لهم مؤشرات هامة عن تاريخ عمان الجيولوجي وعن حركة الصفائح التكتونية ، تأتي أهمية موقع الرستاق جيولوجياً من كونه يمثل المحور الذي انتقلت عن طريقه صخور القشرة المحيطية من أسفل قطاع المحيط المعروف جيولوجياً ببحر تينس (Tethys) إلى الرصيف القاري بشمال شرق شبه الجزيرة العربية وبالتالي فإن منطقة الرستاق تعتبر منطقة نموذجية لدراسة قطاع كامل المجموعة من هذه الصخور المجلوبة التي تشمل صخور الأوفيوليت ، والصخور التي ترسبت في أعماق ذلك المحيط والمعروفة جيولوجياً بصخور الحواسنة نسبة لوجود قطاع كبير منها في وادي الحواسنة ، إضافة إلى قطاع كبير لصخور الرصيف القاري الرسوبية الجيرية المعروفة جيولوجياً بمجموعة الحجر الكبرى (Hajar Super Group التي يتجاوز سمكها ٣ كيلو مترات إضافة إلى قطاع في أقدم صخور رسوبية في السلطنة ، هذه الصخور تعرف بمجموعة الحقف والتي يبلغ عمرها أكثر من ٦٠٠ مليون سنة (Pre-Permian) وبالتالي فإن بعض صخور هذه المجموعة ترسب نتيجة رواسب ثلجية قديمة الأهمية الاقتصادية الموقع الرستاق : إن مجموعة الخصائص الجغرافية والجيولوجية للرستاق والمنطقة المجاورة لها جعلتها ذات أهمية اقتصادة كبيرة تتمثل في القيمة الاقتصادية للمعادن والصخور الموجودة فيها ، والامكانيات السياحية بشكل عام والسياحة العلمية بشكل خاص . 1 - المعادن والصخور : إن الثروة المعدنية في سلطنة عمان لا تقتصر على النفط والغاز الطبيعي فحسب بل هناك العديد من الثروات المعدنية الأخرى أهمها معدن الكروم والنحاس والذهب والفضة وجميع هذه المعادن تتواجد في صخور الاوفيوليت . أما صخور القشرة المحيطية فهي غنية بالنحاس والذهب والفضة ، أما صخور الرصيف القاري الرسوبية فإنها ، إضافة إلى احتوائها على كميات هائلة من النفط ،