حين يجلس الراوي (الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان) فوق كثيب رملي في الصحراء ليسترجع حياته. ويقدّم نفسه بوصفه صانعَ هذه النهضة التي حوّلت السراب إلى حجارة وفولاذ؛ ينتقل الراوي إلى جذوره: قبيلة بني ياس، يذكّرنا بالبرتغاليين والهولنديين والعثمانيين والإنجليز الذين مرّوا أو هيمنوا على الخليج قبل قيام دولة الإمارات (1971). يستحضر قسوة الصحراء، وقيمة الماء «ذهبُ الصحراء». يروي كيف حَفَر جدّه فلج الجاهلي في واحة العين وحفّزه ذلك على مواصلة مشاريع الريّ لاحقاً. يحكي الشيخ زايد أيضاً عن والدته «سلامة بنت بطي» التي غرست فيه روحَ الصلح ونبذ العنف، وعن قَسَمٍ أخذته عليه وعلى إخوته ألّا يسفك أحدهم دم الآخر. يمرّ على مأساة مقتل والده (4 أغسطس 1926) وهو في الثامنة، ثم رحيل أمّه بعد ذلك بعقود، تتخلّله صورٌ بلاغية ثريّة (استعارات وتشبيهات وتكرار عاطفي) تضفي على السيرة بعداً شعريّاً يليق بحاكمٍ يصف نفسه بأنّه «بدويٌّ قبل كل شيء»،