4) موقف الشريعة الإسلامية من الاتجاه النفسي والنقص العقلي : تناول الإسلام النفس الإنسانية تناولا شموليا من الزوايا البنائية والوقائية والعلاجية الا ان اهتمامه بالبعد الإسلامي يشتمل الوقاية والعلاج. وقع العلماء المسلمين والمتأثرين بهم في خلط بين مفاهيم الروح والنفس والجسد، فينظر بعضهم الى هذه العناصر انها واحدة وينظر فريق اخر انها ثلاث عناصر ممتزجة ببعضها البعض. ويحدد نبيل محمد صادق الاتي: مفهوم الروح في القران انها امر وسر من اسرار الله تعالى ولا سبيل للعقل لمعرفة حقيقتها حتى لو شاهدها، • النفس الإنسانية تمثل جوهر الانسان وبها يكون صلاح الانسان او فسادة وهي باقية لا تفنى عكس الجسد الذي يموت ويبلي. • النفس في الإسلام هي المكلفة والمحاسبة . • كرم الله هذه النفس وجعل النفس الواحدة تساوي جميع الناس في حالة الاعتداء عليها بغير حق. • النفس في القران الكريم هي أساس الوعي والادراك والعلم القران الكريم حين تحدث عن العقل لم يذكره باسمه ولكن ذكر آثاره التي تشير اليه مثل: التعقل والتذكر والفقه والتفكر والتدبر. ويذكر محمد فؤاد عبد الباقي ان لفظ النفس ومشتقاتها من تذكير وتأنيث ومفرد وجمع ذكر في (295) اية ويدل هذا على العناية الإلهية بالنفس واهميتها. جاء الإسلام كرساله سماوية للبشر كافة صالحا لكل زمان ومكان، ولم يوجد بالقران الكريم نظرية نفسية مخططة ومفصلة فليس من شان القران ان يضع النظريات بل هو ينشئ الانفس ويربيها، ورغم ذلك فالإسلام يحوي التوجيهات الكاملة الكافية لأنشاء نظريات نفسية او علمية او فكرية. وجهة نظر الإسلام فيما ذهب اليه الاتجاه النفسي لتفسير السلوك الاجرامي أولهما وجهة النقص العقلي وثانيهما وجهة التحليل النفسي: 1) موقف الإسلام من وجهة نظر النقص العقلي: • الإسلام لم ينكر الوراثة وتأثيراتها السلبية على جوانب شخصية الانسان الجسمية والروحية والنفسية والعقلية وقد تبين ذلك من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أكد على الجانب الشمولي والوقائي باختيار الزوجة الصالحة التي تنجب اولاد صالحين . • يرفض الإسلام الحتمية العقلية التي تربط بين الانحراف والنقص العقلي حيث الواقع يثبت ان هناك من ضعاف العقول لا يرتكبون الجرائم كما ان هناك من الاذكياء من يرتكبون الجرائم. • تشير الدراسات الى ان بعض الامراض العقلية ليست وراثية وان المصابين بهذه الامراض قد يرتكبون الجريمة وقد لا يرتكبونها، وهذا يخالف ما ذهبت اليه وجهة النظر العقلية من ان المصابين بالأمراض العقلية هم من يرتكبون الجرائم. اما الشريعة الإسلامية تنظر لمرضى العقل الوراثي والمكتسب كناقص أهلية ومن ثم تختفي عنهم العقوبة.