وأجل نعمه على الإطلاق، إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحمد نفسه، وفي ضمنه إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم، ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين، فنفي العوج يقتضي أنه ليس في أخباره كذب، يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الإخبارات وهي الأخبار، التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا وعقلا، كالإخبار بأسماء الله وصفاته وأفعاله، لاشتمالها على كمال العدل والقسط، والعبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له‏. وأن يتمدح إلى عباده به‏.وقوله ‏{‏لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ‏}‏ أي‏:‏ لينذر بهذا القرآن الكريم، وهذا يشمل عقاب الدنيا وعقاب الآخرة، وأنذرهم ما يضرهم ويهلكهم‏.كما قال تعالى ـ لما ذكر في هذا القرآن وصف النار ـ قال‏:‏ ‏{‏ذلك الذي يخوف الله به عباده }‏ فمن رحمته بعباده، أن قيض العقوبات الغليظة على من خالف أمره، وبين لهم الأسباب الموصلة إليها‏.