وادي أم الربيع بجهتي بني ملال-خنيفرة والدار البيضاء-سطات، تحديدا بين جبال الأطلس المتوسط شرقا والمحيط الأطلسي غربا وجهة الرباط سلا-القنيطرة شمالا وجهة مراكش-آسفي جنوبا. حيث يتعدى طوله أزيد من 550 كلم، ينطلق من سلسلة جبال الأطلس المتوسط على ارتفاع يقدر ب 1800 متر على بعد 26 كلم من مدينة مريرت و40 كلم من مدينة خنيفرة، مصبه بازمور. يسود به مناخ متوسطي شبه جاف، وبين وفي حالة الجفاف 3 /ث، سد الدورات. على ديمومة جريانه، إذا يتميز جريان واد أم الربيع بديمومة جريانه وبانتظامه النسبي في التدفق السنوي، الحار، إضافة الى الثلوج فوق المرتفعات، وينحدر عبر سفوح جبال الأطلس تاركا خلفه مناظر طبيعية على شكل شلالات لها أهمية سياحية هامة، وتعرجات حتى يدخل مدينة خنيفرة (الشيء الذي ساهم في وقوع وتطور المدينة هناك)، مرورا بمنطقة زاوية الشيخ على يساره، حيث الربيع)، ثم بجانب منطقة أولاد عبد الله والشرفاء على يمينه ليلتقي برافد آخر وهو واد درنة قرب قرية أولاد علي الواد، ليأخذ تعرجات عبر سهل تادلة الواسع والخصب الذي كان في الأصل بحيرة ملأتها إرسابات وروافد واد ام الربيع عبر آلاف السنين، ثم يخرج من سهل تادلة ليقابل واد العبيد ليزداد حجم صبيبه بشكل كبير، وبعد ذلك يغير الواد اتجاهه نحو الشمال الغربي حيث يقام سد المسيرة الكبير أمامه على ومشكلا الحدود بين سهلي الشاوية في الشمال ودكالة في الجنوب ليصب بعد ذلك في المحيط الأطلسي بمدينة ازمور، وهذه الأخيرة منطقة طبيعية في المغرب، وهي 40 منها عذبة و7 عيون مالحة، ذلك راجع إلى سبب وقوع المنطقة على فرشة مائية غنية ذات مياه عذبة، نسبة ملوحة المياه التي يمر بها الوادي. تجتمع هذه العيون لتعطي شلالات صخرية على صبيب مرتفع، في مشهد طبيعي مذهل يتخذها المغاربة والسياح مزارا للاستجمام في صيف البلاد الحار. يتراجع صبيبه بسبب الجفاف والسقي وضعف خزنه الكارستي، يتميز بارتفاع ملوحة المياه بسبب انتشار المواد الملحية بالطبقات الصخرية ليلتقي بواد أم الربيع في منطقة ما قبل سد أحنصال. كما نجد مع تقدم الواد في اتجاه الجنوب الغربي واد درنة، تغديه عيون (ووشرح) والثلوج المكسوة على جبال الأطلس في رافد آخر رئيسي لوادي أم الربيع، الذي ينبع من جبال الأطلس الكبير الشرقي، بالقرب من تونفيت، من منابع واد ملوية، المدينتين. وأخيرا واد الأخضر المندمج مع واد تساوت، حيث يعد الأول الذي يتواجد بإقليم قلعة السراغنة والنابع من جبال الأطلس الكبير، حيث أقيم عليه سدين هما سد الحسن الأول وسد سيدي إدريس، في الأخير يلتقي بواد تساوت الآتي من أعالي جبال الأطلس الكبير تغديه عيون في قلب الأطلس بمنطقة آيت عفان وبني عليه سد مولاي يوسف وسد تيمنوتين، حيث يقطع سهل جماعة أنزو ويلتقي بواد يعتبر واد درنة وواد العبيد وواد الخضر إضافة إلى واد تساوت من أهم روافد واد أم الربيع على ضفته اليسرى، وتعمل هذه الروافد على تعزيز حمولات الوادي والرفع من حجم الصبيب. أوراش البناء. إضافة على المراعي وتنوع الزراعات (زارعة بورية، أشجار. . يمكن تقسيم المجلات التي يقطعها وادي أم الربيع وينميها على أما المنطقة الثانية والتي يبدأ الوادي يتسع قعر الوادي تدريجيا نظرا لدخوله المنخفضات، حيث يتم استغلال الوادي في هذا المجال حيث يوجد سهل تادلة الشاسع، لقيام فيه زراعات مسقية متنوعة كالحبوب والذرة والخضروات وغراسة الأشجار المثمرة (رمان، الضفتين، المانغ، . أما المنطقة الأخيرة مما يتم استغلاله بشكل كبير لكونه متسع ويحتوي على تربة خصبة (تربة الفيض)، غير ان المياه المستعملة في النشاط الفلاحي تنتشر بهذا المجال زراعة تسويقية خاصة الخضروات، هذا بالإضافة إلى توفر شبكة مهمة من المواصلات تمكن من نقل المنتوجات إلى مدن كل هذه الموارد الحيوية التي يوفرها واد أم الربيع ومنابعه في العالية وروافده تهيكل وتنمي المجال السفلي بشكل كبير، ذلك يأتي كما تعزز الاقتصاد الوطني. غير أن الاستغلال المفرط للمياه إضافة إلى التلوث أحد أبرز المشاكل التي يعاني منها خاصة مع التوسع في أنشطة اقتصادية أخرى تستهلك الماء كالسياحة والتوسع الحضري. في الأخير لا يسعنا إلا القول بان واد ام الربيع من أحد أهم الوديان بالبلاد، جعلته ذات أهمية فلاحية اقتصادية عبر التاريخ، كما ظل لقرون يمثل حدود سياسية بين إمارتي فاس ومراكش، وقبائل دكالة والرحامنة والسراغنة الممتدة على يساره، بحيث يحد جزئيا بين جهتي مراكش-آسفي والدار البيضاء-سطات،