الأسرة والمدرسة كفيلتان بتوعية الفرد منذ سنين عمره الأولى إزاء واجباته وحقوقه في وطنه، فلو أدى كل إنسان واجبه على أكمل وجه من أصغر فرد في الدولة إلى أكبر فرد لسُدت كافة المنافذ التي قد يتسلل منها عدم الاستقرار، إذ تكمن الخطورة في تحول اختلاف الرأي هذا إلى فوضى وعدم استقرار، نتيجة لتعدي الإنسان على أخيه الإنسان، وعلى حقه في نيل حياة كريمة خالية من الفوضى. تبثّان في الطفل الأخلاق الحميدة التي تعتبر ركيزة رئيسية لحفظ الأمن في الوطن الكبير، فكلما سما المواطنون بأخلاقهم، حيث يساعد ذلك على جعل الوطن أولى الأولويات، وجعله مطمعاً من مطامع الدول المتربصة. مما يساعد على نهضة الدولة اقتصادياً، وتقفان سداً منيعاً أمام أية محاولة للنيل من الأمن، تبثان في الطفل قيم الدين الصحيحة، فتنشئان جيلاً متديناً صالحاً، يرى الدين على أنه تطبيق عملي للمبادئ الإنسانية، وكلما انتشرت هذه الفكرة بين الناس، قلت نسبة أولئك الأشخاص الذين يرون في الدين اضطهاداً للآخر. يعتبر هذا النمط من التفكير مدعاةً لنشوب حالة انعدام الأمن في المجتمع، مع أنه في الحقيقة وسيلة من وسائل نشر الأمن لأنه يدعو إلى كل ما هو خير وجيِّد.