واكب ظهور الترجمة كنشاط انساني التطور الاجتماعي البشري و بزغت الترجمة نتيجة للانشطة الانسانية و مكنت الشعوب في أن تخرج من حدودها الجغرافية و كان اول صور الترجمة هي الترجمة الشفوية فمثلت الترجمة وسيلة للتفاهم البشري سواء من خلال الانشطة التجارية التي تتم وقت السلم او المعاهدات و الاتفاقيات التي تظهر وقت الحرب و لعل ابرز حركة فتوحات شوهدت خلال عصر الاسكندر الاكبر و اهم ما اتسمت به انها نقلت حضارة اليونان و خرجت بها الى خارج حدودها و من أبرز المترجمين الغربيين في العصور القديمة و الحديثة هو الخطيب الرومان شيشرون ( ق م) و الذي تنسب اليه اقدم مدرسة من مدارس الترجمة و التي تقوم على حرية النقل مع التمسك بالقيم البلاغية و الجماليو في التعبير أيضا الراهب جيروم سافرونيك الذي اشتهر بترجمته الانجيل من اللغة الاغريقية الى اللاتينية و كان اول من طرح فكرة الفصل بين ترجمة النصوص الدينية و الدنيوية . و اما ان تطرقنا لتاريخ الترجمة العربية فلم يكن العرب في انعزال عن جيرانهم من الامم الاخرى بل اختلطوا بهم من الفرس و الروم و غيرهم و تواصلو معهم و تأثروا بهم و أثروا فيهم و قد أسهم النشاط التجاري للعرب في توسيع نطاق تواصلهم مع جيرانهم و نشأت بينهم صلات نجد آثارها في المحتوى اللغوي و الثقافي لهذه الأمم فهناك كلمات اعجمية استخدمها العرب في كلامهم في حين أن لغتي الفرس و الروم تضمنت كلماات و مصطلحات عربية ظهرت فيما نقلوه من آداب و علوم اسهمت في بناء و تطوير حضارتهم و قد بدأ العرب في الاهتمام كثيرا بالترجمة منذ بداية عصر فجر الاسلام و الذي ظهرت خلاله عملية الدعوة الى الاسلام خارج حدود شبه جزيرة العرب و بداية عهد الفتوحات الاسلامية في عهد الخلفاء الراشدين و في زمن الدولة الأموية حيث اهتم خالد بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان بترجمة و تعريب الدواوين في محاولة لتعريب نظام الحكم ثم تزايد الاهتمام بالترجمة في العصر العباسي و ذلك بسبب الفتوحات التي امتدت شرقا و غربا و استوجبت ضرورة التواصل الدائم مع الامم الاخرى و الاطلاع على ثقافاتهم و علومهم و ادابهم فبرزت العديد من الترجمات الفارسية و العلوم اليونانية و بلغ اهتمام العرب أوجه في عصر الخليفة هارون الرشيد و ولد المأمون الذي اغدق المترجمين و من اشهر مترجمي هذه الفترة ثابت ابن قرة و يوحنا ابن البطريق و يحي بن عدي اشتهروا باتقانهم للغة العربية و السريانية و خبرتهم بالعلوم و المجالات التي كانوا يترجمون بها و يجدر الذكر ان حركة الترجمة خلال العصر العباسي لم تقتصر فقط على النقل الى العربية بل تم نقل العديد من المؤلفات العربية الى اللغات الاجنبية و يمكننا ان نميز مسار حركة الترجمة العربية وفق هذه المراحل ,