فالطفل فقد هو الشخص الذي يستطيع أن يتمتع بكل سهولة بالقبول غير المشروط من دون أن يلجأ لأي فيدعهم يقتنعون أن ما يرونه هو الحقيقة لكي لا ينصدموا ويظل هو يوم بعد يوم يبتعد أكثر فأكثر لكي يعيش حياة كاملة داخل نفسه بعيدة كل البُعد عن الصدق والأمانة وال Vulnerability والحميمية لدرجة أنه ينظر إلى نفسه في المرآة ليرى ملامح شخص لا يعرفه وتتصاعد الهواجس في ذهنه تُريد أن تبتلعه. القبول غير المشروط يحدث من خلال الأشخاص الموجودين في حياتنا الذين رأوا النسخة المهزوزة المشوهة المليئة بالعيوب منا وقرروا أن يقدموا لنا الاحترام وقتها فقط نستطيع أن ننفتح أكثر ليروا الصورة الكامل من ضعفنا وخزينا وفشلنا وهذا لا يحدث إلا إذا توفر الأمان ولكن هذا لا يحدث للجميع لأنه أمر يتطلب قدر عالي من الشجاعة وال Vulnerability التي تعني أن نكون منفتحين تمامًا للدرجة التي يمكن فيها للشخص الأخر أن يقوم بجرحنا جرح في الصميم وهي فعلاً مخاطرة صعبة لأنك من جهة تتوق للشعور بالحرية والشفاء وأن تزيح عن نفسك هذا الثقل الذي يصعب حمله لكن في الجهة الأخرى ترى نفسك متجرد تمامًا ليس لديك ما يحميك، لكننا لابد أن لا ننسى لماذا نحن هنا؟ فنحن مدعوون لنعيش بهذا المستوى من التجرد والشفافية وأن نقبل الأخر الذي تواضع وتجرد وتكشف لك بكل زلاته لنكون نحن المشفى التي تشفي القلوب الكسيرة وتُعضد المجروحين المتألمين لكي تعود إلى الحياة من جديد. الحب غير المشروط يُشعر الإنسان بقيمته في ذاته أما الحب المشروط فيُشعره بقدرته على الإضافة والعطاء والتأثير بشكل إيجابي في المجتمع الذي يعيش فيه،