"بَسّامٌ" وَ"لاكي" صَديقانِ لا يَفْتَرِقان. فَـ"بَسّامٌ" شابٌّ أَعْمى مُنْذُ صِغَرِه، وَ"لاكي" كَلْبُهُ المُدَرَّبُ يُرْشِدُهُ خِلالَ تَنَقُّلاتِه. اِعْتادَ الشّابُّ الأَعْمى عَلى اللِّحاقِ بِكَلْبِه، عَلا صراخٌ في الحَيّ: "ساعِدوني! ساعِدوني!"، فَما كانَ مِنْ "لاكي" إِلّا أَنْ تَرَكَ صاحِبَهُ بِسُرْعَةِ البَرْقِ، وَقَفَ "بَسّامٌ" مَدْهوشًا. ما الّذي حَدَثَ؟ هَلْ مِنْ هُجومٍ عَلى الحَيِّ قَدْ أَخافَ "لاكي" فَتَرَكَني؟ لا بُدَّ مِنْ أَنَّ الخَطَرَ كَبير! إِنَّها المَرَّةُ الأولى الَّتي أَقِفُ فيها مِنْ دونِ كَلْبي مُنْذُ زَمَنٍ بَعيد! أَنا حَقًّا في الظُّلْمَة، وقدْ تَكونُ حَياتي عُرْضَةً لِلْخَطَر! أَشْتَمُّ رائِحَةَ مُصيبَة! كَيْفَ أُنْقِذُ نَفسي وَ"لاكي" هَجَرَني وعَصايَ في المَنْزِل؟ إِنَّها المَرَّةُ الأولَى الَّتي أَشْعُرُ فيها بِأَنَّني حَقًّا أَعْمى! إنَّها المَرَّةُ الأُولى الَّتي أُدْرِكُ فيها أنَّ "لاكي" كانَ النّورَ في الظُّلْمَةِ الَّتي أَعيشُها! مَرَّتِ الدَّقائِقُ كَساعاتٍ لا تَنْتَهي، فَها خُطواتُ الحَياةِ عائِدَة. قَدْ أَتى الصَّديقُ النَّجيد! عادَ الكَلْبُ إِلى صاحِبِه، وَانْقَضَّ عَلَيْهِ زارِعًا في قلبِهِ الخَوْف، فتركَ الحقيبةَ أرضًا واختفى أثَرُهُ بَعدَما نالَ نَصيبَهُ مِنْ أَنْيابِ هذا الكَلْبِ الذَّكِيّ".