لكن توجد مقترحات لمشاريع نقل عملاقة لا تهدف فقط لربط الدول ببعضها وإنما لربط القارات، وفي طفرة غير مسبوقة ترصد دول مجلس التعاون ربع قيمة مشاريعها الاقتصادية في مشاريع القطارات . ربما يعود ذلك لافتقار دول المجلس الى خدمات النقل بالقطارات، أحدثها الخط الحديدي الذي يربط شمال ووسط البلاد بميناءي رأس الخير وجبيل على ساحل الخليج العربي . إضافة إلى الإمارات في دبي كأول مدينة في دول مجلس التعاون الخليجي في شبكة المترو. لدى الإمارات أيضاً مشروع قطار الاتحاد الذي يشكل واحداً من خطط السكك الحديدية الأكثر طموحاً في المنطقة . المشروع جزء من الخطة الأولية لتطوير خط على طول ساحل الخليج العربي والذي سيربط كل دول مجلس التعاون الخليجي الست من الكويت شمالاً وحتى صلالة في عمان جنوباً، ومن المؤكد أن صوت هذا القطار يحمل معه ولادة مدن موانئ ومدن صناعية وتجارية وترفيهية كبرى في الإقليم . أكثر ما يشد الانتباه من بين كل تفاصيل مشروع قطار الاتحاد أن كل قطار ذو 50 عربة سيكون بديلاً عن 50 شاحنة ثقيلة، ما يقلل انبعاث ثاني أكسيد الكربون في سماء الإمارات، وهذا وحده يعادل وجود 375 ألف سيارة على الطريق أو ما يوازي زراعة 52 مليون شجرة! وسينقل القطار النفايات إلى مناطق معالجتها بعيداً عن المدن لتحويلها إلى مصدر جديد للطاقة . فضلاً عن أن استخدام القطار سيخفض من تكلفة الصيانة السنوية للطرق والمقدرة بأكثر من 650 مليون درهم في إمارة أبوظبي وحدها . خبر سار آخر هو أن القطار سيقلل من هفوات حوادث السير المروعة على الخطوط الطويلة للسيارات لتمتّع السكك الحديدية بدرجة عالية من الأمان . الجانب المزعج لخط القطار هو تجمّع الكثبان الرملية في مواسم هبوب الرياح على قضبان السكة . ولعل الوسيلة الأكثر كفاءة للتوصل إلى حل مستدام لهذا العائق هو زراعة النباتات الزاحفة والأعشاب المحلية على جانبي السكة لتثبيت الكثبان الرملية، هناك تقنيات أخرى مثل عمل مسارات أنبوبية من الخرسانة للقطار في المناطق التي تشتهر بحركة الرمال . جزء كبير من السكة سيمر بمناطق السبخات الساحلية ذات الطبيعة العدوانية لقطبان الحديد، هذه المسطحات الرخوة تمثل مشكلة اخرى لوجود طبقات من السيليكا والرمال الكربونية الناعمة التي تمتد احيانا لعشرة امتار تحت قشرة السطح . تمتد المرحلة الثانية من الحدود مع السعودية في الغويفات على طول الساحل إلى مشارف مدينة أبوظبي ومن هناك، يتفرع خط حديدي آخر إلى العين وإلى عمان، يمر بالقرب من ميناء خليفة وميناء جبل علي ويستمر إلى الشارقة ليتفرع مرة أخرى الى فرعين احدهما إلى رأس الخيمة حيث ميناء صقر،