شجرة الأسرار) في أعماق الصحراء التي لا نهاية لها، حيث تتراقص الرياح الحارة مع حبيبات الرمال، كانت قرية “السراب” تعيش على أطراف الحياة. فهي أشبه بنقطة منسية في بحر الرمال الممتد. الشمس كانت سيد المكان، والماء شريان الحياة، لا في طبيعة حياتهم، كل بيت يعيش في عزلة، أصبحت القرية خالية من دفء العلاقات، كانت تعيش أسرة بسيطة تتألف من ثلاثة أطفال: أحمد، ومريم، (الفتاة الوسطى) التي كانت تمتلك خيالًا واسعًا، وفهد، كان الثلاثة يقضون وقتهم في مساعدة والدهم في الحقل الصغير الذي بالكاد يوفر قوتهم اليومي، لكنهم كانوا يحلمون دائمًا بشيء أكبر، يُغير حياتهم إلى الأفضل. كان هذا المكان دائمًا ملاذهم للهروب من ضغوط الحياة . الشمس كانت في منتصف السماء، والحرارة كانت لا تُحتمل، لكن الأطفال لم يهتموا، فقد كانت هذه رحلتهم اليومية للبحث عن شيء جديد يُثير فضولهم. لمح أحمد شيئًا غريبًا في الأفق. توقف وأشار إليه قائلاً: حدقت مريم وفهد في الاتجاه الذي أشار إليه أحمد. “ربما مجرد سراب. نحن في قرية اسمها السراب، أليس كذلك؟” لكن أحمد شعر بأن الأمر أكبر من مجرد وهم. دفعته غريزته للاستكشاف. قال بحماس: هيا بنا. ” بعد مسيرة طويلة تحت (شمس) محرقة، كان ما رأوه مذهلًا: شجرة خضراء زاهية، بدت الشجرة كأنها تنتمي إلى عالم آخر، عالم لا يعرف الجفاف ولا القسوة. قال فهد بخوف وهو يتراجع خطوة إلى الوراء: “هذه ليست شجرة عادية… ربما هي شيء خطر. ” “لكن كيف يمكن لشجرة أن تنمو هنا؟ لا ماء، لا حياة. هذا مستحيل! اقترب أحمد أكثر، كان الجذع باردًا على غير المتوقع. وفي اللحظة التي لمسه فيها، ظهرت كلمات محفورة على الجذع، قرأ أحمد بصوت مرتعش: “من يزرع الخير يحصد الثمار، ومن يزرع الخيانة يجني الرمال. ” ارتجف الأطفال من قوة الكلمات. لم يفهموا المعنى الحقيقي لها، عندما عادوا إلى المنزل، هرعوا إلى جدهم، كان الجد يجلس دائمًا تحت شجرة نخيل يابسة قرب المنزل، يروي قصصًا عن الماضي فقد كانت القرية تعيش في تناغم. وذكر الكلمات الغامضة التي قرأها على جذع الشجرة. حدق الجد في الأطفال بعينين تحملان خبرة السنين، ثم قال بصوت هادئ: ” صمت الجد قليلًا، ثم أضاف: هذه الشجرة لا تمنح إجابات مباشرة. هي تختبر القلوب. من أراد فهم سرها، قرر الأطفال العودة إلى الشجرة، تأمل الأطفال الكلمات، عندما عادوا إلى القرية، بدأوا يلاحظون كيف أن الجميع يعيشون لأنفسهم، قرر الأطفال القيام بشيء مختلف. إذا اعتنيتم بها معًا، ستزهر. وإذا أهملتموها، ستذبل كما ذبلت قريتنا. لكنهم لم يتوقفوا. مع مرور الوقت، وبدأ الناس يلاحظون التغير. شعبهم انضم إلى الأطفال وساعدهم في العناية بالشجرة. أصبحت الشجرة رمزًا جديدًا في القرية. عادة الحياة إلى القرية فأصبحت نقطة تجمع لهم. وقف أحمد وقال: “هذه الشجرة تنمو لأننا نعتني بها معًا. إذا أردنا لقريتنا أن تزدهر،