ه - العقيدة هي المدخل الأول والأهم لتغيير سلوك الناس أفرادًا ومجتمعات، وإصلاح واقع المسلمين والأخذ بأيديهم إلى طريق العزة والسعادة في الدنيا والآخرة، وإنما كان الأمر بهذه المثابة نظرا لوجـود نـوع من الارتباط الوثيق بين العقيدة والسلوك، بحيث تؤثر عقيدة المرء في سلوكه ولابد إيجابًا أو سلبًا. وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإن: «الدين القائم بالقلب من الإيمان علمًا وحالا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان فالدين أول ما يبنى من أصوله، كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية والقصص والوعد والوعيد ، ثم أنزل بالمدينة لما صار له قوة فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة والأذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه» وأظن أنه ما من أحد يقف على حقيقة العقيدة الإسلامية ويدرك مفهومها الصحيح، أو يقرأ آيات القرآن وأحاديث السنة، التي يتكرر في مواضع كثيرة منها الاقتران بين الإيمان والعمل الصالح، وبين الفكر والسلوك. بل نستطيع أن نذهب أبعد من ذلك، فنقول: إن العقيدة بمعناها العام تعتبر الدافع الأساسي لكل عمل يقوم به الإنسان، ولا يتصور بحال انفكاك الكائن العاقل الخالي من الموانع عن إرادة تحركها عقيـدة،