كالابتسام للحياة. ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، أو منصب كبير، فما المال مع العبوس؟ وما المنصب مع انقباض النفس؟ وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب؟ وما جمال الزوجة إذا عَبست، وتفكير باسمٍ، ولا يرى الحقيقةَ مَنْ تدَنَّس قلبه؛ والفكر نظيفاً، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، وتسبّ، وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً، والحبّ في حياته من أن يَجِدَّ في تكديس المال في جيبه. وإنّما يفتحونها للدرهم والدينار، ليس يعبس النفس والوجه شيءٌ كاليأس؛ والتّشدّق بالحديث عن سيئات العالم لا غير. إنّه يرى في كلّ طريق أسداً رابضاً، إنّ الصّعاب في الحياة أمور نسبية؛ فكلّ شيء صعب جداً عند النفس الصّغيرة جداً، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة، وانكمش في جلده منك. الثّقة بالنّفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة، وشتّان بينها وبين الغرور الذي يُعدّ رذيلة، وعلى الكبرِ الزائفِ، والثقةَ بالنفس اعتمادُها على مقدرتها على تحمّل المسؤولية، ولا يُنتظر منها خير كبير، والإيمان بقوّتها؛ ففشل فيه. وَتَفرّسْ في الوجوه، فما السّرّ في هذا كلّه؟ وأكثر الثّروة قد ضاعت من أيديهم. فلنتغلب على هذه الصعوبات جميعاً،