مَلِكُ وَمَلِكَةٌ لَهُمَا ثلاث بَنَاتٍ ، تُسَمَّى الْكُبْرَى « شَقَرَاءَ » ، وَالْوُسْطَى « خَمْرَاءَ » وَالصُّغْرَى « زَهْرَاءَ » ، فَكَانَتْ عَلَى جَانِبِ عظيم مِنَ الْجَمَالِ وَالذَّكَاءِ وَكَرَمِ الْأَخْلَاقِ . وَبَعْدَ أَنْ وُلِدَتْ « زَهْرَاءُ » بِضْعَةِ أَيَّامٍ ، أَرْسَلَهَا أَبَوَاهَا إِلَى فَلاحَةٍ فِي إِحْدَى الْمَزَارِعِ تُرَبِّيهَا وَتُنَشِّتُهَا ، فَعَاشَتْ عِنْدَهَا خَمْسَةَ عَشَرَ عَامًا لَمْ يَرَهَا أَبَوَاهَا فِي خِلَالِهَا مَرَّةً وَاحِدَةً ، وَبَيْنَمَا كَانَتْ جَالِسَةٌ ذَاتَ يَوْمٍ تَقْرَأُ قُرْبَ بَابِ الْمَنْزِلِ ، وَطَلَبَ إِلَيْهَا أَنْ يَتَحَدَّثَ مَعَ الْأَمِيرَةِ « زَهْرَاء » ، أَنْ أَحْمِلَ إِلَيْكَ هَذِهِ . فَلِذَلِكَ دَعَوْتُ الْمُلُوكَ وَالْمَلِكَاتِ وَالْأَمْرَاءِ وَالْأَمِيرَاتِ مِنْ جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ ، إِلَى حَفْلٍ كَبِيرٍ يَزْدَحِمُ فِيهِ الْخُطَّابُ عَلَى شَقِيقَتَيْكِ ، أَمَّا وَأَنْتِ الْيَوْمَ فِي الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ عُمْرِكَ ، فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَشْهَدِي مِثْلَ ذَلِكَ الْحَفْلِ ، وَسَأُرْسِلُ بَعْدَ أُسْبُوعِ مَنْ يَصْحَبُكَ إِلَيْنَا ، فَزِينَةً أُخْتَيْكِ كَلَّفَتْنِي كَثِيرًا ، وَكَيْفَمَا كَانَ الْأَمْرُ فَلَنْ يَلْتَفِتَ أَحَدٌ إِلَيْكَ ، فَقَرَأَتْهَا وَقَالَتْ : - «أَسَعِيدَةٌ أَنْتِ فِي الذَّهَابِ إِلَى هَذَا الْحَفْلِ يَا زَهْرَاءُ " ؟ » - كُلَّ السَّعَادَةِ يَا مُرَبِّيَتِي الْعَزِيزَةَ فَسَوْفَ أَرَى أَبِي الَّذِي تَلْبَسُهُ فِي الْأَعْيَادِ ، وَحِذَاءَ أَسْوَدَ ، وَهَمَّتْ بِإِقْفَالِ الصُّنْدُوقِ ، وَلَكِنْ فُتِحَتِ النَّافِذَةُ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ ، الْجِنِّيَّةُ عَرَّابَةُ الْفَتَاةِ وَقَالَتْ : - أَنْتِ إِذَنْ ذَاهِبَةٌ إِلَى قَصْرِ أَبِيكَ يَا عَزِيزَتِي " زَهْرَاء " ؟ »