وبرى فريق آخر استقلال كل من العلمين عن الآخر، نظرا إلى أن أغلب ما بأيدينا الآن من الكتب التي تحمل عنوان فقه اللغة أو علم اللغة يجري على الاستعمال الحديث، وهي كلمة مركبة من لفظين إغريقيين هما (philos) بمعنى (الصديق) و (logose) بمعنى الخطبة والكلام، وإذا تجاوزنا الترجمة الحرفية إلى الفكرة الاصطلاحية وجدنا أن الغربيين لا يتفقون على تعريف محدد لفقه اللغة، ففي حين يرى بعضهم أنه العلم الذي يدرس اللغة، يرى آخرون أن الأدب وخصوصا نصوصه القديمة داخلة في نطاق فقه اللغة ويسوي آخرون بينه وبين علم اللغة، ويرى غيرهم أنه الأرض الواسعة بين علم اللغة من ناحية وبين الدراسات الأدبية والإنسانية من ناحية أخرى، بل يرى بعضهم أن لدراسة فقه اللغة نتائج متفرعة، مثل دراسة التاريخ الثقافي للغة، إضافة إلى تمثل علم اللغة المقارن ودراسة الحضارات.