روائع البيان تفسير آيات الأحكام، المتخصص في بيان الآيات القرآنية مؤلفه: محمد علي الصابوني، يركز الكتاب على تفسير على ذكر مفردات اللغة، والحديث. يعد الكتاب مرجعا علميا، * أسلوب التفسير المعتمد:- يفسر الكتاب الآيات القرآنية، ووجوه الإعراب، ثم الأحكام الشرعية التي تدل عليها الآيات، ثم حكمة التشريع. 2- ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ 3- مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ *- التحليل اللفظي:- ٱلْحَمْدُ للَّهِ }:- الحمد هو الثناء بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل. - قال القرطبي:- الحمد في كلام العرب معناه:- الثناء الكامل، والألف واللام لاستغراق الجنس، فهو - سبحانه - يستحق الحمد بأجمعه، والثناء المطلق. والحمد نقيض الذم. وهو أعم من لأن الشكر يكون مقابل النعمة بخلاف الحمد، تقول: حمدت الرجل على شجاعته، والحمد يكون باللسان، وأمّا الشكر فيكون بالقلب، لأنك تقول: الحمد لله شكراً. والشكرُ ثناءٌ على الممدوح بما أولى من الإحسان، رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }:- الربّ في اللغة:- مصدر بمعنى التربية، ورعاية قال الهروي:- يقال لمن قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد ربّه، لقيامهم بالكتب. وفي "الصحّاح":- ربّ فلانٌ ولده يربّه تربية أي ربّاه، والمربون:- جمع المربّي. والرّب:- مشتقٌ من التربية، فهو سبحانه وتعالى مدبّر لخلقه ومربيّهم، ويطلق الربّ على معان والمصلح، والسيّد المطاع) تقول:- هذا ربّ الإبل، وضّيْء ربّك، وليقل سيّدي ومولاي" . - والربّ:- هو المعبود، ومنه قول الشاعر: أربّ يبول الثّعلبان برأسهلقد ذلّ من بالت عليه الثعالب. - والربّ:- المصلح، ومنه قول الشاعر:- يربّ الذي يأتي من الخير إنّهإذا سئل المعروف زاد والعالم:- هو اسم جنس لا واحد له من لفظه كالرهط والأنام. قال أبو السعود:- العالَم:- اسم لما يعلم به كالخاتم والقالب، غلب فيما يعلم به الصانع تبارك وسماءٍ، وأرضٍ وما بين ذلك وفي اشتقاق العالَم قولان:- - أحدهما:- أنه من العلم، وهو يقوّي قول أهل اللغة. - والثاني:- أنه من العلامة، وهو يقوّي قول أهل النظر. فكلُ ما في هذا الكون دالّ على وجود الصانع، المدبّر، فيا عجباً كيف يُعْصى الإلٰهأم كيف يَجْحده الجاحد وفي كل شيء له آيةٌتدلّ على أنّه واحد - قال ابن عباس:- (ربّ العالمين أي ربّ الإنس، والجنّ، والملائكة) . وقال الفرّاء وأبو عبيدة:- العالَمُ عبارة عمن يعقل، وهم أربعة أمم:- (الإنس، والجنّ، والملائكة، والشياطين) ولا يقال للبهائم:- عالَم لأن هذا الجمع جمع من يعقل خاصةً، قال والجنّ عالم، والملائكة عالم، والنبات عالم، والجماد عالم. الخ فقيل:- ربّ العالمين ليشمل جميع هذه الأصناف من العوالم. ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }:- اسمان من أسمائه تعالى مشتقان من الرحمة، ومعنى { ٱلرَّحْمـٰنِ }:- ولفظ { ٱلرَّحْمـٰنِ } مبنيّ على المبالغة، ومعناه:- ذو الرحمة التي لا نظير له فيها، لأن بناء فإنهم يقولون للشديد الامتلاء: ملآن، وللشديد الشبَع: شبعان. وعمّت المؤمن والكافر. و { ٱلرَّحِيمِ }:- خاص للمؤمنين كما قال تعالى:- { وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } [الأحزاب43]. فإنه يطلق على المخلوق أيضاً قال تعالى: -{ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [التوبة: 128]. لا يجوز أن يسمّى به غيره، ألا تراه قال:- { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ } [الإسراء: 110] فعادَل الاسم الذي الرحمٰن هو المستحق للعبادة جلّ وعزّ، رحمان اليمامة) ولم يتسمّ به حتى قرع مسامَعه نعت الكذّاب، فألزمه الله ذلك حتى صار هذا يَوْمِ ٱلدِّينِ }:- يوم الجزاء والحساب، أي أنه سبحانه المتصرّف في يوم الدين، تصرّف المالك في ملكه، والدينُ في اللغة:- يعني الجزاءُ، قال في "اللسان": والدينُ: الجزاء والمكافأة، ويومُ الدين: يوم الجزاء، وقوله تعالى:-{ أَءِنَّا لَمَدِينُونَ }[الصافات53] أي مجزيّون محاسبون، حصادك يوماً ما زرعت وإنم ايُدان الفتى يوماً كما هو دائن. إِيَّاكَ نَعْبُدُ }:- نعبدُ: نذلّ ونخشع ونستكين، لأن العبودية معناها: الذلّة والاستعانة، مأخوذ من قولهم: طريق معبّد أي مذلّل وطئته الأقدام، حتى أصبح ممهداً. - قال الزمخشري:- العبادة أقصى غاية الخضوع والتذلل، ومنه ثوبٌ ذو عَبَدة إذا كان في غاية ولذلك لم تستعمل إلاّ في الخضوع لله تعالى، لأنه مولي أعظم النعم. فكان قال الفراء: أعنتهُ إعانةً، وفي الدعاء:- ربّ أعنّي ولا تُعِنْ عليّ،