تُظهر المظاهر الاقتصادية في ليبيا القديمة تنوعًا كبيرًا. فقد اعتمد الليبيون على الصيد باستخدام عربات، سهام، أقواس، دروع، وفؤوس للقضاء على الحيوانات الضارية وتوفير الغذاء. كما ازدهر الرعي بشكل واسع، حيث وصف هيرودوت معظم القبائل الليبية كبدو رعاة يعتمدون على الماشية والأغنام للحصول على الغذاء، مُشيدًا بوليبيوس بكثرة الماشية الليبية. إلى جانب تربية المواشي، اهتم الليبيون بتربية الدواجن والنحل، وقد ذكر هيرودوت وفرة العسل الليبي، خاصة عند قبيلة الغوزانس. كما برع الليبيون في صناعة الفخار بأنواعه وأشكاله المختلفة، من أواني أكل، طهي، شرب، وتخزين، واستخدموا مخازن جوفية (مطمورات) لحفظ المحصول الزراعي. فيما يتعلق بالزراعة، تُشير الأدلة الأثرية والكتابية إلى أن الليبيين عرفوا الزراعة منذ وقت مبكر، قبل قدوم الفينيقيين، بزراعة الحبوب (القمح: إيرذن، الشعير: ثيمزن) والخضر (الفول، الخرشوف) والأشجار (الكروم، التين، الزيتون، النخيل)، وقد أشار هيرودوت بوفرة أشجار النخيل عند قبائل الغرامنت والنسامونس. استخدم الليبيون أيضًا النباتات البرية كمكمل غذائي. ينقسم الفخار الليبي إلى مزخرف وغير مزخرف، ويتميز المزخرف بألوانه وزخارفه الهندسية المستوحاة من الطبيعة. كما عرف الليبيون صناعة الحلي من معادن متنوعة (البرونز، الحديد، النحاس، والفضة). في مجال الصناعة النسيجية، استخدم الليبيون جلود الحيوانات لصناعة الملابس، وصنعوا معاطف صوفية طويلة (برنس)، وقد ارتدت النساء الليبيات جلبابًا طويلًا، كما تشير الرسومات الصخرية والمصادر الكتابية إلى ملابس نسائية متنوعة، باستخدام تقنيات نسج مختلفة (أزطا). شملت الصناعات الأخرى صناعة الأسلحة (رماح، سهام، سيوف، خناجر، دروع، عربات)، والأدوات الزراعية (المناجل، المحراث، مطاحن الحبوب)، وآلات موسيقية كالطبول والمزامير (امزاد).