فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيهاً غير مراء ولا حريص، وإن كان من أخوان الدنيا فليكن حراً ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع. فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه، وإن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً. وقد يتهم صدق القلب وإن صدق اللسان. فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان؟ وإن الشرير يكسبك العدو. ولا حاجة لك في صداقة تجلب العداوة، واعلم أن انقباضك عن الناسِ يُكسبك العداوة. وأن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء. والزمك ذلك من يرفع عيبك ولا ينشر عذرك. فإن المعايب تنمى والمعاذير لا تنمى. البس للناس لباسين ليس للعاقل بد تلبسه للعامة فلا يلقونك إلا متحفظاً متشدداً متحرزاً مستعداً. لأن ذا الرأي لا يدخل أحداً من نفسه هذا المدخل إلا بعد الاختبار والتكشف والثقة بصدق النصيحة ووفاء العهد. اعلم أن لسانك أداة مصلتة، يتغالب عليه عقلك وغضبك وهواك وجهلك. فكل غالب مستمتع به وصارفه في محبته، فإذا غلب عليه عقلك فهو لك،