كان المتنبي مثقفاً ثقافة واسعة بكل ما عرف لعصره من معارف وآراء وقد اتجه بشعره إلى أن يستوعب أساليب هذه المعارف والآراء، فإن القصيدة لم تعد تعبر فقط عن حتى تظفر بالنجاح في وإن الإنسان ليخيل إليه أنه لم يكن هناك تعبير غريب أو أسلوب غير مألوف في بيئة مثقفة إلا وتكلفه المتنبي في شعره ، إذ كان الشعراء يحاولون أن يجددوا فى المعانى والأساليب فيجدوا السبل يحاولون أن يضيفوا بها إلى شعرهم مقدرة فنية غريبة ، إلى أن القرمطية أثرت في أسلوب المتنبي وصياغته ، فهو لا يتخذ طريق أبي نواس ولا طريق أبي العتاهية . وإذن فالمتنبي في رأيه ولاحظ و ماسينيون، أيضاً أن المتنبي يستعمل بعض الألفاظ التي وكذلك الثقلان بمعنى ( القرآن والعترة) إذ يقول في كافور : وهو يشير بذلك - فى رأى ماسينيون - إلى الخلاف القديم بين الشيعيين في تفضيل الميم يعنى محمداً على العين يعني عليا ، فالمتنبي لم يكن يوماً قرمطياً ولا متأثراً بالقرامطة ومن التكلف الواضح حمل البيتين على ما أرادهما له من معنى تصنع المتنبي المصطلحات التصوف وأفكاره ليس من شك في أن ماسينيون كان بارعا في محاولته تصوير أثر القرمطية قرمطياً ولا شيعيا ، وإن تأثر بهما في جوانب مختلفة من شعره وأكبر الظن أنه كان واسعا من خواطره وأفكاره. وفى كل مكان من شعره نجد أثر هذه الشعوذة والحق أن المتنبي كان ينزع بشعره منزعاً صوفيا يحاول به أن يجدد فى فنه،