الدولة العثمانية: نشأتها وتطورها وانحطاطها أولاً: نشأة الدولة العثمانية تعد الدولة العثمانية أطول الدول الإسلامية عهداً؛ وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمكنت من فتح القسطنطينية، فقد ظلت دوماً تقوم على ثلاثة بحار هامة، هي البحر المتوسط والبحر الأسود والبحر الأحمر. وقد توالى على عرش السلطة فيها ستة وثلاثون سلطاناً، وتعاظمت هجراتهم بعد انتصار السلاجقة على البيزنطيين في معركة (ملاذكرت) عام 1071م. وتُنسب الدولة العثمانية إلى مؤسسها عثمان بن أرطغرل، الذي ولد عام 656هـ (1258م)، حوالي عام 618 هـ (1123م)، وظل يتنقل بهم من منطقة أخلاط، تولى زعامة العشيرة بعده ابنه أرطغرلبن سبيمان؛ فأقطعه السلطان علاء الدين السلجوقي منطقة قراجة طاغ القريبة من أنقرة عام 628هـ (1133م). ويقال أنه أقطعه كذلك بلدتي سوغود ودومانيج، سيداً على عشيرته وحاكماً للمقاطعة. وأقبل عليه أمراؤها وأعيانها، عندما استقل الأمير عثمان بإمارته الصغيرة عن الدولة السلجوقية. بينما يرجعها البعض الآخر إلى عام 708هـ (1308م)، عندما توفي آخر سلاطين سلاجقة الروم السلطان غياث الدين مسعود الثالث، حيث كانت الإمارة العثمانية تابعة للدولة السلجوقية قبل ذلك. ومع أنّ عثمان بن أرطغرل لم يلقّب بالسلطان أو الخان إلاّ بعد وفاته، عند توليه الإمارة بعد والده أرطغرل، اتخذ أورخان بن عثمان (الذي ولد عام 1281م)، مع محاولة الوصول إلى البحار المفتوحة والمضايق. الذي يعد أول أمير عثماني تسمى بلقب السلطان. الذين كانوا يهاجمون حدود الدولة العثمانية من جهة البحر في أغلب الأحيان. والزحف إلى بلاد الرومَلي، وتوالت فتوحات الأمير سليمان بن أورخان وجنوده في بلاد الروملي، ونجح في إخضاع البلاد القريبة من غاليبولي. وعلى الرغم من اهتمام الدول الأوروبية بهذا الفتح العثماني، إلا أن تلك الدول بسبب النزاعات الداخلية بين دول البلقان، وقد اتبعت الدولة العثمانية في الأراضي المفتوحة حديثاً، أولهما: اتساع الفتوحات العثمانية في عهده. ثانيهما: تنظيم الحكم في الدولة، بعد اتساع رقعتها. وقد ساعد هذا التنظيم على استقرار الدولة وتوسعها. أثّرت على والده السلطان أورخان، ثم فقدت سلطاناً قديراً في إدارة شؤون بلاده. وكان ذلك إيذاناً باستفادة الدول الأوروبية من هذا الوضع، واستعادة بعض المدن والقلاع التي استولى عليها العثمانيون. أحسوا بالأهمية الإستراتيجية لمدينة أدرنة. الذي انتقل إليه الحكم العثماني بعد والده ، وسط بلاد يدين أهلها بالنصرانية. التي أسداها للسلطان كل من: قاضي الجيوش، ونظراً إلى اتساع نطاق الفتوحات، وانضمت الإمارات التركية إلى الدولة العثمانية، تغلب فيها العثمانيون على خصومهم. وبينما كان السلطان يتفقد ميدان القتال، وانتقلت سدة الحكم إلى ابنه بايزيد، تولى السلطان بايزيد الأول الحكم، مما أدى إلى تكتل الدول الأوروبية المسيحية في وجهه في حملة صليبية، وأن يخضع البلاد البلقانية للدولة العثمانية، على أراضي الدولة العثمانية، الذين استولى العثمانيون على بلادهم، فأصابه مرض توفي به في عام 806هـ (1403م). يقول المؤرخ أحمد جودت باشا: كان ذلك القرن هو الدور الأول للدولة العثمانية. وصارت دولة عظيمة بعد أن كانت إمارة صغيرة.