باب التعريض بالقول يتناول كيفية التعبير عن المشاعر والرغبات بشكل غير مباشر، وهو مدخل ضروري لتحقيق المطلوب، خاصة في سياق المحبة. يبدأ هذا التعريض، حسب النص، بأشكال متنوعة كالقصائد، الأمثال، الألغاز، أو الكلام المُلتبس، ويتوقف نجاحه على ذكاء الطرفين وفطنتهما. يصف الكاتب حالة الانتظار المُرهقة للرد، بين الرجاء واليأس، بعد إبداء المشاعر بهذه الطريقة. يُذكر نوع ثانٍ من التعريض، يحدث بعد معرفة المحبة المتبادلة، فيُستخدم التشكي، وعقد المواعيد، وكلام يُخفي المعنى الحقيقي، مُعتمدًا على فهم المُتبادل دون وضوح للآخرين، إلا لمن يتمتعون بذكاء وحس نافذ. يُقدم الكاتب مثالاً على ذلك من خلال قصة فتى وجارية، حيث تستخدم الجارية أغنية قديمة، "غزال قد حكى بدر التمام"، لتُشير إلى رغبة الفتى غير الملائمة، مُهددةً بالفضح العلني، فيرد الكاتب بقصيدة "عتاب واقع وشكاية ظلم"، مُفسراً موقفها. يُبرز النص التنوع في أساليب التعريض بالقول، وتأثير الذكاء والفطنة في نجاحها، مع التركيز على التوتر والترقب المصاحبين لهذه الطريقة في التعبير عن المشاعر.