والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، وبعد: فإِنَّ مِن دواعي سروري واغتباطي أَنْ أَفْتَتَحَ الدورة الثانية من مجلس الشورى، مبتدئا أولا بسم الله الرحمن الرحيم وراجيًا منه جل وعلا أَنْ يَأْخَذَ بِأيدينا جميعًا إلى سبيل الهدى والرشاد، لقد قامت هذه الدولة منذ عهودها الأولى على منهاج واضح ومسيرة رائدة، أقام والد الجميع الملك عبد العزيز رحمه الله هذا الكيان الشامخ، وجَعَلَ - رحمه الله - مبدأ الشورى قاعدة في تدبير شؤون هذه البلاد ، إن بلادنا ولله الحمد تتمتع بكل الإمكانات والطاقات، وبِمَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْهَا مِن الثروات الطبيعية، وقد استغلتها وسخرتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل أنحاء البلاد. ومن جملة ما قامت به توسعه بيت الله الحرام، واعتنت بجميع المشاعر المقدسة، ولست هنا في مجال التعداد والإحصاء لما قامت به الدولة في زمن وجيز، فقد تعودنا في هذه البلاد على كثيرٍ من أعمالنا، إنَّ بلادنا تتميز في علاقاتها الخارجية بالحفاظ على روابط الأخوة والمحبة بين إخواننا، فنحن دائما نعمل على توحيد الكلمة، وفي الختام يسرنا أن ننوه بجهود أعضاء مجلس الشورى في دورته الأولى، وبما بذلوه من تفان وإخلاص في عملهم، ويحفظ بلادنا ويؤيدها بنصره وتمكينه،