الجاحظ نشأته وثقافته وحياته : 10 بعد الجاحظ من الكتاب المرموقين في العصر العباسي، وهو يرجع فيما يظهر - إلى أصل تعبر عربي وولد في البصرة حول عام 159هـ ونشأ فيها نشأة متواضعة، وهذا هو كل ما لدين عن نشأته وحداثته. وكانت أهم حلقة تعجبه حلقة المتكلمين، ويقصون عن شغفه بالقراءة قصضا كثيرة، فهم يقولون: إنه كان لا يقع في يده كتاب إلا ويقرأه من أوله إلى آخر ، 1، ويروي صاحب الفهرست أنه كان يكتري دكاكين الوراقين وهذا العكوف على القراءة هو الذي جعل كتبه ورسائله أشبه . معارف فليس هناك جدول من جداول الثقافة فى عصره، إلا وتسربت منه فروع، فأنت منذ دخولك أنت منذ دخولك في فواتح هذه المعارض تلقى صناعات مختلفة من كل جنس وكذلك أنت منذ دخولك في كتب الحاحظ تجده يعرض تحت بصرك جميع ذلك إذ بينما تراه بتحدث إليك عن حديث شريف أو آية قرآنية، إذ هو يتحدث عن حكمة يونانية، وبينما يحدثك عن زرادشت والمثانوية، إذ هو بمنك عن الإسلام والنبوة، وبينما يحدثك عن العرب وشعرهم إذ هو يحدثك عن نظرية الكمون عند المعتزلة أو عن نظريته في أن المعارف طباع، وحتى هو إن كتب في البيان عند العرب تجده يبحث لك من رأى الهند واليونان والفرس في البلاغة. في شكل مشعت الوان الثقافة التي عاصرته من هندية وفارسية ويونانية وعربية وهو يجمع وكان الجاحظ من المعتزلة، وهو تلميذ النظام في اعتزاله وأشاد به مرارا في حيوانه كما أشاد بغيره من المعتزلة أمثال بشر بن المعتمر وثمامة بن الأشرس وأبي الهذيل العلاف وأضرابهم، وهي طائفة عرفت في هذا العصر بكثرة الجدل والحوار كما عرفت بسعة ثقافتها،