مقدمة المبحث الأول : الإطار المفاهيمي للبحث العلمي السياسي: المطلب الأول: تعريف البحث العلمي السياسي المطلب الثاني: خصائص البحث العلمي والسياسي المبحث الثاني: أدوات البحث العلمي السياسي ومناهجه المطلب الثاني: مناهج البحث العلمي في العلوم السياسية المطلب الثالث: أسس اعداد البحث العلمي السياسي الخاتمة قائمة المصادر والمراجع غير أنه في سبيل الوصول إلى هذه الأخيرة يُصادف الباحثون بصفة عامة وطلبة الدكتوراه بصفة خاصة بجملة من العقبات على غرار صعوبة جمع المادة العلمية والتي تتمثل في عدم إلمامهم بجل خطوات البحث العلمي وعدم قدرتهم على إسقاطها خطوة بخطوة على أرض الواقع، والبعض الآخر يجد صعوبة في كيفية استخدام المناهج والأدوات أو عدم إتقانهم مهارة الكتابة العلمية والتوثيق على هذا الأساس ارتأينا أن نعيد الإلمام بموضوع أساسيات وخطوات البحث العلمي بداية من مرحلة اختيار الموضوع وتحديد الإشكالية وصولا إلى مرحلة الكتابة والتوثيق. كما عززنا الطرح بالإطار النظري الذي يشكل هاجسا يؤرق تفكير الطالب ويحبط عزيمته البحثية ويتمثل في كيفية كتابة مقال علمي قابل للنشر في المجلات العلمية المرموقة. 1. التعريف بالبحث العلمي السياسي. 2. إعادة تذكير الباحث بأسس وأصول إعداد البحث العلمي. 4. وصف وتحليل بنية ومناهج البحث العلمي في اطار علم السياسة. إشكالية البحث: - فيما تتمثل أسس وأصول إعداد وكتابة البحث العلمي في ميدان العلوم السياسية؟ المبحث الأول : الإطار المفاهيمي للبحث العلمي السياسي: المطلب الأول: تعريف البحث العلمي السياسي 1- تعريف البحث العلمي: لغة: يعد البحث العلمي مصطلح مركب من كلمتين هما: البحث: يقصد به التقصي والتفتيش والتتبع بعناية في محاولة لاكتشاف الحقائق وإثباتها. العلمي: منسوبة إلى العلم« Science » وتعني المعرفة وإدراك الأمر بحقيقته وفق قوانين ونظريات متفق عليها. اصطلاحا: استنادا إلى هذا التفصيل يمكن أن نعرف البحث العلمي على أنه " وسيلة الاستعلام والتقصي المنظم والدقيق يقوم بها الباحث للانتقال من المجهول إلى المعلوم واكتشاف علاقات جديدة من خلال الأدوات والمناهج اللازمة بغرض التعميم". كما يعرف بأنه عملية منتظمة لجمع البيانات والمعلومات وتحليلها" والتقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها وإضافة الجديد عليها". ب - تعريف البحث العلمي السياسي: أو تركيب سيناريوهات مستقبلية لدراسة الظاهرة المتوقع حدوثها". كما يعرف بكونه " البحث الموجه نحو دراسة وتحليل الوقائع والحقائق السياسية المحضة عبر الكشف عن علاقة السبب والتأثير بين المتغيرات واستخلاص مزايا تقود إلى التعميم" . يعرف أيضا بأنه البحث القائم على مجموعة من المعايير الموضوعية والخطوات الأساسية والمناهج العلمية الخاصة بغية الوصول إلى الأهداف المرجوة في دراسة القضايا والظواهر التي يحيط بها الغموض مع تقديم الحلول البناءة للمشكلات السياسية ومن ثم تعميمها على مختلف الظواهر". المطلب الثاني: خصائص البحث العلمي والسياسي : بحث علمي ديناميكي يسعى دائما إلى رصد الظاهرة السياسية وطرح السيناريوهات المناسبة لها ويهتم بالبدائل والأدوات التي تتحكم بها. • يتميز البحث السياسي بالمتغيرات المتداخلة التي تفرض على الباحث اعتماد مجموعة من المناهج خلال الدراسة. • يتميز بكونه متجدد؛ إذ يمكن للباحث بناء فرضياته انطلاقا من نتائج الدراسات والبحوث السابقة. يقوي في الباحث إمكانية التحليل والقدرة على التنبؤ وتركيب السيناريوهات. • التركيز على الظاهرة السياسية وتقصي الحقائق السياسية المحضة. • تتميز الظاهرة السياسية بالتغير المفاجئ الذي يفرض تغيير المناهج والأدوات. ارتباط الظاهرة السياسية بالظواهر الانسانية والاجتماعية وتغيرها المستمر، إذ لا يمكن أن تبقى البحوث السياسية ثابتة النتائج فقد تتغير الظاهرة المدروسة خلال فترات زمنية متباينة ما ينعكس على الدراسة ككل، لهذا عادة ما يلجأ الباحث للدراسات السابقة من أجل أخذ البعد التاريخي والمرجعي للظاهرة فقط دون أن يبني عليها دراسته وتنبؤاته. • يتطلب البحث السياسي الملاحظة الدقيقة والوصف التام للظاهرة، يستخدم خلاله الباحث وسائل قياس كمية لجمع المعلومات وتحليلها. يهدف البحث السياسي للوصول إلى مبادئ ونظريات عامة تساعد على التنبؤ والتعميم. • يتطلب من الباحث الاضطلاع على المفاهيم والمصطلحات السياسية وامتلاكه فن ومهارة جمع وفهم وتحليل وتركيب المعلومات. الموضوعية في الدراسة والسعي لإيجاد الحلول للمعضلات السياسية التي تطرأ على الدولة والمجتمع. المبحث الثاني: أدوات البحث العلمي السياسي ومناهجه المطلب الأول: أدوات البحث العلمي السياسي تعد مرحلة جمع البيانات والمعلومات من الخطوات المهمة في البحث في المجال بصفة عامة، غير أنها تقترن بجملة من الأدوات تختلف من تخصص لآخر، وبالنسبة للبحث السياسي يمكن تقسيم هذه الأدوات إلى صنفين: ب - أدوات جمع المعلومات التطبيقية. أ - أدوات جمع المعلومات النظرية: المصادر والوثائق الأولية والثانوية، تعد أدوات لجمع المعلومات النظرية لا بد من الباحث الالتفات إليها من خلال الكشف عن نتائج واستنتاجات الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع بحثه (مثل : رسائل الماستر (والدكتوراه الوثائق الرسمية والقانونية التي تتمثل في الخطابات والمراسلات للدوائر والمؤسسات الرسمية الوثائق التاريخية المحفوظة في المراكز الوطنية (كالمعاهدات والاتفاقيات الخطاب الرسمي المباشر الذي يمكن الباحث من استخلاص العديد من المعلومات خاصة منها عن شخصية صانع القرار وطريقة حكمه أو ممارسة للسلطة التقارير السنوية والدورية للمؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية_ المخططات والخرائط والإحصائيات التي يحتاجها الباحث لجمع المعلومات الصحيحة والكفيلة بإنجاح دراسته إضافة إلى الموسوعات ودوائر المعارف والمقالات. كل هذه الأدوات وغيرها لا يصنفها الباحث عادة على أنها أداة من أدوات البحث العلمي ويطلق عليها اسم المراجع والمصادر وتدون في هامش المتن وفي الملاحق غير أنها في حقيقة الأمر هي وسائل وطرق يستطيع من خلالها الباحث الحصول على المعلومات الموثوقة والتي تساهم في تعزيز مصداقية بحثه ووصوله إلى نتائج سليمة وصحيحة. ب- أدوات جمع المعلومات التطبيقية: يتم جمع المعلومات والبيانات التطبيقية والميدانية بعدة أدوات يختص بها البحث السياسي ويشارك بعضها مع العلوم الاجتماعية الأخرى. من أبرزها الآتي: * الاستبيان المغلق: من خلال طرح أسئلة محددة الإجابات بنعم أو لا، الاستبيان المفتوح ويكون بأسئلة مفتوحة الإجابة يترك فيها الباحث الحرية المطلقة في الرد. * الاستبيان المغلق المفتوح : وهو الذي يجمع بكلا النوعين السابقين. 2 -المقابلة : هي محادثة أو حوار بين الباحث وأشخاص آخرين قد تكون شخصيات سياسية بارزة أو أساتذة في المجال السياسي، وهي عبارة عن معلومات شفوية يقدمها المبحوث في شكل إجابة عن الأسئلة من قبل الباحث، وتكون إما مفتوحة وتترك حرية الإجابة للمبحوث وقد تكون مغلقة من خلال طرح احتمالات للإجابة. أنواعها مقابلة شخصية تلفزيونية إلكترونية. 3- الملاحظة: هي المراقبة الدقيقة لسلوك ظاهرة معينة مع تسجيل الأحداث اللازمة والدقيقة بغية تحقيق نتائج صحيحة. أنواعها : - الملاحظة المباشرة للظاهرة السياسية دون التقرب منها أو التغيير من سلوكها. - الملاحظة بالمشاركة؛ حيث يكون الباحث جزءا من عينة المجتمع ليتعرف أكثر على حيثيات نشاط وسلوك الظاهرة محل الدراسة. الملاحظة غير المشاركة : يقف الباحث قرب الظاهرة ويكتفي بجمع المعلومات والبيانات اللازمة دون المشاركة فيها. 4- العينة : مجوعة معتبرة من مجتمع الدراسة يتم اختيارها بطريقة مناسبة لإجراء التجارب عليها واستخلاص النتائج ومن ثم تعميمها على كامل مجتمع الدراسة. أنواعها: - العينة المنتظمة : يتم اختيارها على أساس تقسيم العدد الكلي للمجتمع على حجم العينة المطلوبة بشكل عادل ومنظم. العينة العشوائية: يتم اختيارها بطريقة عشوائية لضمان الحصول على نتائج غير متحيزة وعادة ما يتم الاختيار المباشر أو عن طريق القرعة. العينة الغرضية يختارها الباحث انطلاقا من الغرض الذي يهدف تحقيقه، ويتم اختيارها بناءا على معايير وصفات يضعها الباحث ويبحث عنها اعتمد الباحثون على مناهج عديدة في البحث السياسي وحاولوا محاكاة المناهج العلمية في العلوم الأخرى، 1- المنهج الوصفي: وهو منهج استقرائي يقوم على ملاحظة الواقع كما هو وتسجيل البيانات بهدف وصفها دون تأويل ومن ثم تحليلها. 2- المنهج التاريخي: ينطلق هذا المنهج من مبدأ مفاده أن كل ظاهرة لها امتداد تاريخي عريق؛ حيث يهتم بدراسة الوقائع والأحداث التي حصلت في الماضي ليحاكيها مع الظواهر الحاضرة أو يكشف عن انعكاساتها وتأثيرها . يستخدم في ميدان العلوم السياسية عادة ليكشف عن جوهر الظاهرة السياسية وامتدادها في الحاضر وانعكاسها على الظواهر الأخرى، مثال: دراسة العلاقة بين دولتين في الماضي وكيف تؤثر على حاضرها مع الاستشراف لطبيعة هذه العلاقة في المستقبل القريب من خلال طرح تساؤل: لماذا ؟ كيف؟ متى؟ 3- المنهج المقارن يعد من المناهج الأكثر استخداما في بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية بصفة عامة، يعتمد على المقارنة وتحديد أوجه التشابه والاختلاف. يستخدم البحوث السياسية من خلال المقارنة بين نظامين سياسيين مختلفين الدولتين مغايرتين) أو لدولة واحدة خلال عهدتين، كما يمكن المقارنة بين المؤسسات وسلوك صناع القرار وسياسات الدولة. إلخ. 4- منهج دراسة الحالة : وهو المنهج الذي يعطينا صورة كلية وواضحة لظاهرة معينة مجسدة في الواقع وعلاقتهما مع الظواهر الأخرى ، يمكن أن تكون فردا، مؤسسة، نظاما، إضافة إلى المنهج التجريبي ومنهج تحليل المضمون أو المحتوى والمنهج الإحصائي ومنهج الاتصال ومنهج النخبة والجماعة. ب - المناهج الخاصة بميدان العلوم السياسية: 4 - المنهج المؤسسي: وهو منهج دراسة النظم السياسية يركز على الدولة كوحدة تحليل أساسية باعتبارها مجموعة من المؤسسات السياسية والدستورية وأسلوب لممارسة السلطة. كما يمكن من خلاله دراسة طبيعة العلاقات والاختصاصات بين الدولة والمواطنين. 5- المنهج النظمي: وحدة تحليله هو النظام السياسي باعتباره مجموعة من العناصر المتداخلة والمترابطة بنائيا ووظيفيا. يمكن من خلاله التعرف على المدخلات وعملية صنع القرار والمخرجات وأثرها على الأفراد ومن ثم الدولة. 6 -منهج صنع القرار : يعد هذا المنهج من المناهج الشائعة في البحوث السياسية؛ إذ يعد صناع القرار وحدة تحليله الأساسية، فسلوكهم وقيمتهم وتوجهاتهم هي التي تتحكم في عملية صنع القرار واختيار القرار العقلاني. 7 - منهج الاستشراف: حيث يبدأ الباحث بملاحظة الظاهرة وتصور فروض مستقبلية، ثم يدخلها قيد التجريب ليثبت صحتها من عدمها بناءا على مؤشرات الواقع وقدرته على التوقع. إضافة إلى العديد من المناهج الأخرى التي تتمثل في: المنهج البنائي، الوظيفي، المنهج السلوكي، منهج الجماعة، منهج النخبة. المطلب الثالث: أسس اعداد البحث العلمي السياسي تعد عملية اعداد البحث العلمي بصفة عامة والبحث السياسي بصفة خاصة من الأهمية بمكان؛ ولعل نحن كباحثين ندرك أن الصعوبة تكمن في البدايات والانطلاقات لهذا عمدنا في هذه النقطة أن نخرج عن الإطار المعتاد عليه في التعريف بخطوات البحث العلمي والتوجه نحو أسس إعداده المتمثلة في: 1- اختيار موضوع البحث: إذا ترك للباحث حرية اختيار موضوع البحث في تخصص العلوم السياسية، فإنه عليه اختيار الموضوع الذي يتوفر على مجموعة من المصادر والمراجع الموثوقة والقيمة سواء كانت باللغة العربية أو اللغات الأجنبية. 2- العنوان الواضح والشامل للبحث : ينبغي أن يتوفر في عنوان البحث السياسي سمات أساسية: الشمولية الوضوح الخصوصية. (المرجع السابق) الشمولية أي يشمل موضوع الدراسة والمتغيرات والمجال الزماني والمكاني الذي يغطيه البحث. 3- الوضوح: أن تكون مصطلحاته واضحة للعامة وليست ثقيلة ومعقدة أو تحمل بعض الرموز والدلالات. الإلمام الكافي بموضوع البحث : يجب على الباحث السياسي أن تكون له معارف ومفاهيم وثقافة سياسية قبلية والقدرة على البحث. أي يكون ملما بتخصصه وموضوع . وقد يجد الباحث نفسه أمام كم هائل من البيانات ويجهل صدقها من عدمها لهذا عليه كباحث علمي أولا وسياسيا ثانيا أن يكون لديه حسابات شخصية بمختلف المواقع التي تمنح المعلومات الموثوقة بطرق سهلة ومجانية منها : موقع Sci-Hub ، 6- الاسناد: ينبغي على الباحث السياسي أن يعتمد على الدراسات والآراء السابقة والمسندة إلى موضوع بحثه والاستفادة من معلوماتها ومراجعها ونقلها والاقتباس منها بكل نزاهة وأمانة علمية. ثم تحديد الأسلوب والمناهج والأدوات الواجب اتباعها لدراسة ظاهرة سياسية معينة وتحليلها في حدود موضوعية وزمانية ومكانية لتسهل عملية البحث عن المعلومات والبيانات اللازمة من أجل الإجابة عن الاشكالية وإثبات أو نفي صحة الفرضيات المقترحة وفق منهجية علمية تم اتباعها وصولا إلى نتائج صادقة وسليمة. الخاتمة قائمة المصادر والمراجع 2. منجد العفة والإعلام، د. س. ن، بيروت: دار المشرق. (2003). عمان: دار الفكر.