تمارس هيمنة الأوديمات (نسبة الإقبال على التلفزيون تأثيراً خاصاً جداً : تترجم هذه الهيمنة في الضغط المستمر لكل ماهو طارئ وعاجل المنافسة بين الصحف المنافسة بين الصحف والتلفزيون المنافسة بين قنوات التلفزيون المختلفة، كل ذلك يأخذ شكل منافسة آنية لحظية من أجل السبق والإثارة Le Scoop من أجل احتلال الترتيب الأول. كيف أنه قد تم استدعاء الصحفيين العاملين في إحدى القنوات التلفزيونية على وجه السرعة لأن قناة تلفزيونية منافسة قامت بتغطية» أحداث الفيضانات التي وقعت في إحدى المناطق وذلك حتى يقوموا بتغطية هذا الحدث وأن يحاولوا رؤية بعض الأشياء التي لم تغطها القناة المنافسة. هناك أشياء قد تم فرضها على مشاهدي التلفزيون لأنها قد فرضت بدورها على منتجي البرامج التلفزيونية ولأنها قد فرضت بسبب المنافسة مع المنتجين الآخرين. هذا النوع من الضغط المتقاطع الذي 64 يفرضه الصحفيون الواحد على الآخر، هو ضغط مولد السلسلة كاملة من النتائج التي يتم ترجمتها في اختيارات، لقد أقمت علاقة سلبية بين العجالة الطارئة وبين الفكر هذه واحدة من العناوين القديمة للخطاب الفلسفي التناقض الذي قدمه أفلاطون بين الفيلسوف الذي يمتلك وقته ويتحكم فيه وبين الأفراد الذين يتواجدون في الساحات العامة الأجورا Agora)، أولئك الذين يخضعون لضغط الضرورات العاجلة. إن أفلاطون يقول، تقريباً، لا يمكن التفكير تحت ضغط الطوارئ. هذه وجهة نظر الفرد المميز المحظوظ الذي لديه الوقت ولا يتساءل كثيراً عن وضعه المميز. في الواقع يجب التساؤل لماذا هم قادرون على قبول مثل هذه الشروط الخاصة تماماً، 65 «الأفكار السائدة والشائعة التي تحدث عنها فلوبير، هي تلك الأفكار التي يتقبلها الجميع، وسطية شائعة ومشتركة لكنها هي أيضاً تلك الأفكار التي عندما تتلقاها يكون قد تم قبولها بالفعل بحيث لا يكون هناك محل لطرح مشكلة التلقي والإدراك بعد ذلك. نجد الشيء نفسه كذلك، سواء كان الأمر يتعلق بخطاب، لقد تم حل المشكلة مقدماً . إن تغيير المواقع العامة المشتركة) هو عبارة عن نوع من الاتصال الذي لا يتضمن أي معنى آخر غير فعل الاتصال ذاته. إن هذا يتطلب وقتاً، ونتيجة لذلك»، وذلك يعني»، وبقدر ما هو متوقع إن . إن هذا الانتشار للفكر المفكر» مرتبط جوهرياً بالزمن. إذا كان التيفزيون يفضل عدداً معيناً من المفكرين السريعين fast-thinkers الذين يقدمون غذاء ثقافياً على السريع fast-food culturel، وهو نوع من التغذية الثقافية التي تم إعدادها مسبقاً، والتي تم التفكير فيها مقدماً، فذلك ليس فقط لأن من يقومون بذلك لديهم بطاقة عناوين جاهزة تتضمن الأشخاص أنفسهم دائماً وهذا أيضاً جزء من الخضوع لضرورات الطوارئ حول الأوضاع في روسيا هناك السيد أو السيدة س؛ بالنسبة لألمانيا هناك السيد ص الخ. : ذلك أن هناك متحدثين مجدين يقومون بالبحث عما إذا كان هناك شيء ما يمكن قوله بالفعل، غير معروفين بعد ملتزمين في أبحاثهم وليس لديهم نزوع للتردد على وسائل الإعلام التي يجب الذهاب واللهاث وراءها، ندوات زائفة أم ندوات حقيقية ومزيفة ؟ تلك التي نعرف على الفور أنها كذلك عندما نشاهد على شاشة التلفزيون كل من آلان منك Alain Minc وجاك أتالي Attali ، Ferry et Finkielkraut وفينكيلكروت . إنهم أفراد يعرف بعضهم بعضاً جيداً، ويسهرون ويتناولون العشاء معاً، أنظر يوميات جاك جويار، «عام المخدوعين ANNEE DES DUPES الصادر عن دار SEUIL هذا العام لترى كيف يتم ذلك). مثلاً، في البرنامج التلفزيوني الذي قدمه ديوران Durand حول موضوع النخب والذي شاهدته عن قرب، كان كل هؤلاء الأفراد حاضرين كان هناك كل من جاك أتالي، وآلان منك. في لحظة معينة تحدث أتالي إلى ساركوزي قائلاً نيقولا . بينما نرى أنهما يظهران في البرنامج التلفزيوني على جانبين متعارضين. إن العالم الذي يضم المدعوين الدائمين هو عالم مغلق على الذين يعرف بعضهم بعضاً، المناظرة بين سيرج جولي Serge July وفيليب الكسندر Philippe Christine في البرنامج الذي تقدمه كريستين أوكرنت Alexandre Ockrent أو في محاكاته الساخرة التي يقدمها برنامج الجوينول بالمعكوس» برنامج يومي تقدمه القناة الرابعة قنال + ويسخر من الشخصيات العامة مثل رئيس الجمهورية ورجال السياسة الخ. م. إنهم أفراد يختلفون لكن بطريقة مصطنعة تماماً . مثلاً جويار وأمبير اختيرا ليمثلا اليسار واليمين على التوالي في الجزائر، إنهم أناس يضعون لك اليمين في اليسار، هل الجمهور مدرك لهذا التواطؤ؟ هذا ليس مؤكداً . فلنقل ربما . (م. الذي حاول النقد الفاشي للنزعة الباريسية أن يحتويه وعبّر عنه العديد من المرات بمناسبة أحداث نوفمبر 1995 حركة الاضرابات الكبرى التي وقعت في هذا الشهر، : إن كل هذا مجرد حكايات الباريسيين». لكنهم لا يرون إلى أي حد هذا العالم هو عالم مغلق، منطو على ذاته، وبالتالي مسدود أمام مشاكلهم بل وأمام وجودهم ذاته. حقيقية، بشكل سريع لقد اخترت الندوة التي نظمها كافادا Cavada (جان ماري كافادا مقدم برنامج مسيرة القرن الأسبوعي بالقناة الثاني م. أثناء إضرابات نوفمبر لأنها تتمتع بكل مظاهر الندوة الديموقراطية، هكذا، عندما نشاهد الذي حدث أثناء هذه الندوة وكيف تم إدارتها إنني أريد أن أعمل بالطريقة نفسها التي سلكتها حتى الآن أي الذهاب بدءاً من المرئي أكثر إلى ما هو أكثر خفية المستوى الأول: الدور الذي يلعبه مقدم البرنامج. يرى مشاهدو التلفزيون بوضوح أن مقدم البرنامج يقوم بتدخلات جبرية حاسمة، مقدم البرنامج هو الذي يفرض الموضوع، هو الذي يفرض الإشكالية (غالباً إشكالية بلا معنى كما في مناظرة ديوران - هل ينبغي حرق النخب؟» - إن كل الإجابات سواء كانت بنعم أو لا هي إجابات بلا معنى أيضاً . مقدم البرنامج يفرض احترام قواعد اللعبة. قواعد لعبة ذات أشكال متغيرة: إنها ليست القواعد نفسها عندما يكون المتحدث أحد النقابيين أو عندما يكون مسيو بيريفيت Peyreffite عضو الأكاديمية الفرنسية. يعطي الإشارات والتعليمات الهامة. كذلك نحن نتحدث بواسطة نبرات الصوت، بكل أنواع الأشياء إننا نقدم بالتالي الكثير مما لا نستطيع أن نتحكم فيه من الضروري ان در شب شد. هناك الكثير من المستويات في التعبير لا تصل إلى مستويات التعبير المباشر بالكلام كما يقال - إذا ماتم التحكم في مستوى النغمة الصوتية، ليس هناك أحد حتى ذلك الأكثر تحكماً في نفسه، إن مقدم البرنامج ذاته يتدخل في الحوار مستخدماً لغة لا واعية، طريقته في طرح الأسئلة، نبرات صوته أثناء الحديث سيقول للبعض في لهجة جافة، هل ستذهب لاستئناف الإضراب غداً ؟» . مثال آخر بالغ التعبير الطرق المختلفة لقول كلمة شكراً». مثلاً يمكن أن تكون معبرة «إنني أشكرك، لكن هناك «شكراً» تقال كما يلي حسناً انتهى الحديث فلننتقل إلى النقطة التالية». لكن المتحدث يحاول أن يتحكم في الحديث، يوزع مقدم البرنامج الوقت على المتحدثين، مثلاً، هناك طريقة لقول هاه . ياه. هاه. إشارات تعكس الاهتمام، بعض الإشارات الذكية كما يقال، هذه الإشارات غير المحسوسة أو غير المدركة، يتلاعب بها مقدم البرنامج في معظم الأحيان بطريقة لا واعية أكثر منها واعية إلى حد كبير. الأفراد الذين يحملون درجات علمية فيظهرون بقدر من الاحترام الخاص، مؤشر الساعة، وذلك لكي يقطع الحديث، لكي يضغط على المتحدث، في هذه الحالة يلجأ مقدم البرنامج إلى وسيلة أخرى، مثل كل مقدمي البرامج يجعل من نفسه متحدثاً باسم جمهور المشاهدين: «إنني أقاطعك لأنني لا أفهم ما تريد أن تقوله». إنه لا يترك أية فرصة للظن بأنه جاهل أو أبله، لكنه يترك الإحساس بأن المشاهدين من العامة الذين هم بلهاء وفقاً لما هو شائع، لن يفهموا هذا الحديث. إنه يجعل من نفسه متحدثاً باسم هؤلاء الأغبياء» حتى يقاطع حديثاً يتسم بالذكاء. وكما أمكنني أن أختبر ذلك، هم غالباً الأفراد الأكثر سخطاً وحنقاً من ممارسات الحذف والقطع. بعد كل الحساب الذي تم حول هذا البرنامج التلفزيوني الذي استمر لمدة ساعتين النتيجة هي أن ممثلي الفيدرالية العامة للشغل نقابة ال CGT قد تحدثوا لمدة خمس دقائق بالضبط، بما في ذلك كل المداخلات والتعليقات على مداخلات الآخرين من المعروف كذلك، أن كل الناس تعلم أنه لولا وجود ال CGT فإن حركة الإضرابات لم تكن لتتم، الخ. . على الرغم من كل ذلك، فإن برنامج مسيو كافادا هو برنامج بالغ لقد تم احترام كل مظاهر المساواة الشكلية. من وجهة نظر الديموقراطية فإن السبب الذي يطرح مشكلة الوضع نفيه من المساواة على المسرح (البلاتوه) . البلاتوه (المحترفين)، محترفي الحديث في البرامج التلفزيونية وفي الذين يتجمعون حول لهيب الأخشاب المشتعلة للتدفئة و . وضع لعدم مساواة هائلة بشكل واضح. يجب عمل نوع من جهد للمساعدة على التحدث. حتى يمكن أن ندرك مزايا ذلك الذي قلته، سأقول إن هذه هي المهمة الديموقراطية في كامل أبعادها . إنهم لا يقومون بمساعدة أولئك الذين لا يمتلكون امكانات كبيرة للتعبير، بل وأكثر من ذلك فإنهم إذا أمكن أن نقول ذلك، لا ينتظرونها على الإطلاق، وبإظهار نفاد صبرهم وعدم ارتياحهم لكن نحن لا زلنا هنا في المستوى الأول المستوى الظاهري. إنه يلعب دوراً حاسماً . البلاتوه من ترتيب وتنظيم . مثلاً، هناك عمل كامل لتوجيه الدعوات ها هنا مسرح العرض (البلاتوه) وما هو مدرك يخفي ما هو غير مدرك : إننا نرى فيما هو مدرك ومصاغ بوضوح، الظروف الاجتماعية لهذه الصياغة. من هنا، لا يقال مثلاً تعال إن فلان ليس هنا». مثال على هذا النوع من التلاعب مثال من بين الف مثال : أثناء حركة الإضرابات، كانت هناك حلقتان متتاليتان من برنامج حلقة منتصف الليل (Cercle de Minuit ، برنامج يومي مباشر يقدم بعد نشرة أخبار منتصف الليل وهو على شكل حلقة للنقاش بين المثقفين والفنانين حول موضوعات أو نشاطات معينة الخ. كان هناك معسكران بين المثقفين بشكل عام ودون الدخول في التفاصيل. يظهر المثقفون المعارضون لحركة الإضرابات على اليمين - حتى يتم التقدم بسرعة - . تم تغيير تركيب البلاتوه باضافة أفراد أكثر إلى اليمين واختفاء الأفراد المؤيدين للاضرابات. وفقاً للتعريف الشائع. الرسالة التي يمررها البرنامج. إن تركيب البلاتوه يتسم بالأهمية لأنه يعطي صورة عن التوازن الديموقراطي الأمثلة على الحد الأقصى لذلك توجد في برامج المواجهة ( وجها لوجه»: «مسيو، يتم إظهار المساواة ويقوم مقدم البرنامج بدور الحكم بين الطرفين. ومن ناحية أخرى هناك آخرون هم أيضاً مشاركون في الإضرابات؛ كان هناك أفراد المبرر الوحيد لوجودهم هو أن يشرحوا» «لماذا تفعل هذا؟ لماذا تسبب المتاعب للجمهور الذي يستخدم وسائل المواصلات العامة الخ. ثم هناك آخرون مبرر وجودهم هو أن يفسروا » وذلك حتى يتم الاحتفاظ دائماً بنوع من الخطاب الانعكاسي. ثمة عامل آخر غير مرئي ومع ذلك فهو عامل حاسم تماماً : الاستعدادات التي تم القيام بها مسبقا عن طريق محادثات تحضيرية مع المشاركين المتوقعين، والتي يمكن أن تؤدي إلى نوع من السيناريو الجامد بشكل ما والذي يجب على المشاركين فيه أن يحازي الواحد منهم الآخر يمكن أن تأخذ الاستعدادات في بعض الحالات كما هو الحال في برامج الألعاب شكل بروفات كاملة في مثل هذا السيناريو المعروف مسبقا، ليس هناك محل من الناحية العملية لشيء تلقائي غير متوقع، لا مكان للحديث الحر ذي المخاطر الكبيرة، الخارج عن الخط المحدد، ذلك الحديث الذي يمكن أن يشكل خطراً على مقدم البرنامج وعلى برنامجه. هناك قواعد ضمنية لهذه اللعبة التي سيتم القيام بها ، يجب أن تكون هناك مواجهات وتحرشات الجيد الأفضل / الفائز) هو الأكثر وحشية وشراسة . وفي الوقت نفسه فإن كل الضربات غير مسموح بها. يجب أن توجه الضربات ضمن منطق اللغة الشكلية المتفق عليها، الصفة الأخرى لهذا الفضاء الإعلامي: هي التواطؤ بين العاملين المحترفين في التلفزيون الذين ذكرتهم حتى الآن. هم متخصصو ذلك النوع من التفكير الذي يستخدم لمرة واحدة ثم يلقى به بعد ذلك، أفراد يمكن دعوتهم، لأننا نعرف أنهم ذوو تكوين جيد، لن يخلقوا المتاعب، ثمة شيء أخير غير مرئي أيضاً، إنه لا وعي مقدمي البرامج. أن أكون مضطراً ببدء كل إجاباتي بوضع السؤال المطروح محل تساؤل. أسئلة ليست لها أية صلة بأي شيء. مثلاً، وقبل أن أبدأ في الإجابة على أسئلتهم، يجب أن أقول بطريقة مهذبة إن سؤالك من دون شك سؤال هام، ولكن يبدو لي أن هناك حول هذا الموضوع سؤال أكثر أهمية . وعندما لا يكون قد تم إعدادهم بعض الشيء، نرد على الأسئلة التي لم توترات وتناقضات التلفزيون هو أداة للإعلام ذات استقلالية ضعيفة جداً يقع على كاهله سلسلة كاملة من المحددات والقيود التي تعود إلى العلاقات الاجتماعية بين الصحفيين علاقات تنافس ضارية وقاسية إلى درجة الحمق واللامعقولية، وهي أيضاً علاقات تواطؤ بالإضافة إلى تورطات موضوعية ترتكز على المصالح المشتركة التي تعود إلى المواقع التي يحتلونها في مجال الإنتاج الرمزي وإلى طبيعة وحقيقة أصولهم بشكل عام من حيث التركيبات المعرفية، ومستويات الإدراك والتقدير التي ترتبط كلها بأصولهم الاجتماعية وبتكوينهم المهني أو بعدم تكوينهم المهني). يترتب على ذلك أن جهاز (أداة) الإعلام هذا، بمجرد أن ظهر التلفزيون في سنوات الستينيات كظاهرة جديدة؛ فإن عدداً من علماء الاجتماع مع كثير من الأقواس قد تعجلوا أصبح جماهيرياً . لقد تم إساءة تقدير القدرة على المقاومة، ولكن بشكل خاص قد أُسيء تقدير القدرة التي امتلكها التلفزيون على تحويل أولئك الذين ينتجون أعماله، وبشكل عام، الصحفيون الآخرون ومجموع المنتجين الثقافيين من خلال الولع الذي لا يقاوم الذي مارسه هذا الجهاز الظاهرة الأكثر أهمية والتي كانت صغيرة