بدأت شخصيه مصر الإسلامية تتشكل اعتبارا من عصر الخلافة الراشدة، فقد فتحت مصر في عهد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- الذي احبه المصريون كما احبوا قائد الفتح عمرو بن العاص و تواصلوا معه لإنقاذهم من حكم الرومان لما سمعوا عن هذا الدين الجديد الذي جاء للإصلاح و الخير، معترفا بجميع الديانات السماوية متسامحا معها، و مقر بأنه دين الحنيفية السمحاء، الدين الذي نزل علي إبراهيم أبي الانبياء عليه السلام، فهو الإسلام بمعناه الواسع الذي استوعب جميع الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، فلم يفرق بينهم. ولا يفوتنا ان نذكر ما أشتهر به الفاروق عمر بن الخطاب رض الله عنه من العدل و الرحمة بالرعية، وكانت أصداء هذه الشهرة قد انتقلت عبر القبائل المنتشرة في الجزيرة العربية و شبه جزيرة سيناء، حيث لا توجد فواصل أو حدود جغرافية تفصل بين مصر و شبه الجزيره العربية، فضلا عن العلاقات التاريخية بين شعوب هذه المنطقة. فتحت مصر فأقبل أهلها علي الاسلام رغبة و اختيارا لما رأوا في الفاتحين من روح المحبة و التسامح و مكارم الأخلاق و بسط العدالة علي أرض الواقع، وقد سبقت الإشاره الي رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الي أمير مصر وما تحمل من حرص علي الرعية. ولمصر -خاصة- مكانة إسلامية مرموقه، حيث ذكرت بالقرآن الكريم حوالي خمس مرات، منها ما يشير إلي خيراتها كقوله تعالي:"أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون"(٥١)الزخرف" ومنها ما يشير إلي أمنها و سلامها، كقوله تعالي:"وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"(٩٩)يوسف" هذا فضلا عن وصيه رسول الله صلي الله عليه وسلم بأهلها خيرا حيث ورد في صحيح مسلم قول رسول الله صلي الله عليه و سلم: "إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمي فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلي أهلها،