لذا فقد استوعبت النَّفسَ البشريَّةَ في جميع أحوالها وباختلاف طبائعها وعاداتها، بل تابعت هذه النَّفس حتى فيما يطرأ عليها من تغيُّر دائم ومستمر، فلم تتركها الشَّريعة تتخبَّط دون مُرشدٍ يُرشدها وهادٍ يهديها إلى الصَّواب فيما يطرأ عليها. فالإنسان عندما يُقْدِمُ على الزَّواج، فإنَّه يكون في حالة شعوريَّة سعيدة؛ مُحبَّة لمَنْ يتقدَّم للزَّواج بها؛ لذا حرص الإسلام على هذه الحالة الشُّعورية وعلى استمرارها، فكان قرار الزَّواج مسؤوليَّة مشتركة بين الرَّجل والمرأة، والحكمة في هذه الحالة تقتضي أن ينفصلا بحثًا عن حياة جديدة ينعم فيها كلٌّ منهما بالسَّعادة والاستقرار،