تراتبية مخصوصةتقودنا مسألة الاعتراف هذه إلى خاصية رأيناها في سياق الكلام عن التلقي: لا يمكن فهم خصوصية الظاهرات الفنية من دون أن نأخذ بالحسبان تراتب الجماهير الذي لا ينفصل عن مفاعيل النخب وهي مفاعيل يُعبر عنها بالفروق الزمنية بين لحظات النجاح وأشكاله الشهرة في المدى المكاني على المدى القصير، أم في الأجيال اللاحقة على المدى البعيد هذه القدرة على الامتياز أو هذا المفعول النخبوي لدى الفن هو بالضبط ما وقف ضده من سوسيولوجيا الفن منذ نشأتها، يحدوه إلى ذلك هاجس الديمقراطية. لكن إذا بقيت السوسيولوجيا تلزم نفسها بنقض نخبوية الفن والتنديد بها فإنها تحكم على نفسها بعدم فهم الآليات إلا فهماً جزئياً فحسب.9) لئن كانت سوسيولوجيا السيطرة تفضح التفاوت واللامساواة فهي أقل قدرة على معالجة علاقة الترابط والتواقف ) أو التبعية المتبادلة التي تمسك الأشخاص والمؤسسات في شبكات الاعتماد المتبادل (الصدقية المتبادلة) حيث لا يمكن حتى للأقوياء أن يفعلوا ما يحلو لهم إلا تحت طائلة خسارة صدقيتهم. يجب تغيير العامل الفكري المرجعي أي البراديغم في السوسيولوجيا، ومعاينة علاقاتالترابط - بعد التخلي عن التنديد بعلاقات السيطرة - لكي تعرف إلى أي حد يشكل الاعتراف المتبادل - وبخاصة في الفن - ركيزة أساسية في حياة المجتمع، وإلى أي حد يمكن له أن يمارس من دون أن يكون قابلاً للاختزال إلى علاقة توازن قوى أو إلى عنف رمزي 100) يرغم «اللاشرعيين على الشعور بالاستياء، و«الشرعيين على الشعور بالذنبتتيح إشكالية الاعتراف أيضاً وأخيراً، وذلك أن ما يهم عالم الاجتماع، وبناء محض، بل هو وصف الصعود بموضوعية، أي جملة إجراءات الموضوعية التي تتيح لشيء يتمتع بخصائص مكتسبة أن يكتسب علامات القيمة التي تجعله عملاً» في عيون مختلف فئات الناس 2000 ,Heinich المطبوعات والمعارض التسعير والطرح في السوق، إظهار المشاعر العاطفية والنقد والتحليل بمعرفة ودراية، الأسعار والجوائز من كل نوع الإدراج في الكتب المدرسية، التنقل في المكان والحفظ الزمان، ذلك كله - بين أمور أخرى كثيرة - عوامل تكون الشكل المخصوص لعظمة الفنان ومجده من خلال تنظيم هذا الصعود بموضوعية مقروناً بـ «الصعود بتميز».زملائهم الأدباء الآخرين فحسب، بل إنها تخلق شكلاً من لاسيما أنهم يميلون إلىالإقرار باعتراف جمالي بعدد قليل من المختصين يدومأبداً طويلاًيشمل الأجيال القادمة بدلاً من النجاح المالي والشهرة على المدى القصير. والأكاديميات. إلخ. وبتحويلها ما تشكل على الهامش إلى رسمي مؤسس، تجد نفسها بالضرورة متهمة بالتضليل إذ تمنح تجريباً في التعبير المستقل الهادف إلى التفرد والتميز،