وهناك عناصر مشتركة أخرى كالخيال والدهشة والتداعيات اللفظية» والحوار المنبعث عن مواقف اللعب الانفرادي والجماعيء وهذه العناصر وغيرها ينبغي أن تكون نصب عيني من يتصدى للكتابة المسرحية للطفل. إن الكتابة المسرحية للطفل تختلف بعض الاختلاف عن الكتابة للكبارء فالأطفال لهم عالمهم الخاص الذي يختلط فيه الواقع بالخيال؛ كما أنهم في طور النمو والإدراك والتعلم مما يجعلهم أكثر قدرة على التلقي والتأثر. وعلى من يكتب مسرحاأً للطفل أن يكون واعياً بسلوكيات الطفل وعاداته؛ وسرعة الطفل إلى الاستجابة للحدث والتأثر به والقدرة على التخييل» والميل إلى الضحك أو البكاء لأقل استثارة؛ ومن المفيد أن تستعين المسرحية المقدمة للطفل بعنصر الفكاهة أو الإضحاك إذا كانت الفكرة أو الموضوع يسمحان بذلك دون إقحام أو تكلف. و قد دلتنا التجارب التي أجريت على الأطفال على أن ثمة علاقة وثيقة بين الضحك والترقي النفسي عموماأء بدليل أن الأطفال الذين تتردد لديهم بكثرة حالات البكاء هم في العادة أقل ترقيأ من غيرهم . ومعنى ذلك أن الروح الفكاهية تقترن بالنمو النفسي فتكون في كثير من الأحيان بمثابة أمارة على سلامة العقل وصحته وقدرته على تفهم حقيقة الأشياء. ويستطيع الكاتب المسرحي الذي يخاطب الطفل أن ينتفع بفكرة الرفيق الخيالي عند الطفل إذ ينحو الطفل في فترة سنية سابقة على المدرسة الأولية نحو البحث عن رفيق: يشاركه لعبه وسروره. و كثيراً ما يكون الرفيق الخيالي صورة الطفل نفسه في المرآة» أو في حيوان أليف يحبه؛ أو يأمرها بتنفيذ أمرٍ ما أو ينهاها عن فعلٍ ما تماماً مثلما يفعل معه والداه وقد ينهرهاء أو يشدها من أذنيهاء مقلداً أحد أخوته أو والديه في مسلكهم معه. ولا تبتعد فكرة الرفيق الخيالي عند الطفل كثيراً عن فكرة حلم اليقظة عند الكبار . إن الطفل وهو يمارس هذه العملية إنما يبدو أشبه بمن يجمع بين وظيفتي كاتب المسرحية والممثلء فهو الذي يصنع الشخصية الحدث والحوار» ويقوم بالتمثيل مع رفيقه المتخيل سواء أكان دمية أم غيرهاء وهو في ذلك كله يمزج الواقع بالخيال» ويعتمد على عنصر الحركة؛ ويقوم بتمثيلهاء وهو في ذلك يلتقي تماماً مع ما يؤديه الممثل في المونولوج أو في مسرحية المونودراما حين يتكلم مع نفسه. أو حين يصور لنا حواراً بينه وبين شخصية أخرى غير مرئية للجمهور. وتكتسب العرائس والدمى جاذبية خاصة في العروض المسرحية إذ تميل بعض مسرحيات الأطفال إلى الاعتماد عليها لما تمثله من مكانة في عالم الطفل أو في حياته الخاصة. ويؤمن فريق كبير ممن يكتبون المسرحية للطفل أن المسرحية يجب أن تبدأ بالحكاية وتنتهي بهاء لما تميّله الحكاية في عالم الطفل» فضلاً عن استثارة خيال الطفل وتشويقه؛ فكلاهما نوع من الدراما الاجتماعية. كما أن ممارسة الطفل لألعاب الدراما الاجتماعية تسمح له عادة بتقليد حركات الشخصية التي يقوم بهاء كما يقلد كلامها وأحاديثها من خلال توحد الطفل الشخصي بنموذج تعلق به.