1- المراد بهما هنا: الفعلان الجامدان اللذان يراد بهما إنشاء المدح العام والذم العام، أما "نعم وبئس" اللذان يراد بهما الإخبار بالنعمة والبؤس، وتمامه: "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ووجه الدلالة على الفعلية دخول تاء التأنيث الساكنة، وهي لا تدخل إلا على الفعل وحكى الكسائي: نعما رجلين، فهذا دليل ثان على الفعلية. 3- وقد بنيا على الفتح لتضمنهما معنى الإنشاء, وما هو فاعل على المشهور يعرب بدلا أو عطف بيان. والخبر هو المخصوص بالمدح أو الذم، يعرب "رجلا" تمييزا أو حالا. 4- قول لبعض العرب وقد بشر بمولود أنثى، ووجه الدلالة فيه: دخول حرف الجر على نعم. ومثال بئس: قول بعضهم -وقد سار إلى محبوبته على حمار بطيء السير- "نعم السير على بئس العير"، فقد دخل حرف الجر على بئس. ويجيب البصريون على هذا بأن حرف الجر داخل على موصوف محذوف مع صفته، والأصل: بولد مقول فيه: نعم الولد، وعلى عير مقول فيه: بئس العير، والصحيح المعول عليه مذهب البصريين. 5- لأنهما تجردا عن الحدث والزمان -وإن كانا ماضيين وقصد بهما إنشاء المدح أو الذم على سبيل المبالغة، ثم نص على الممدوح أو المذموم بعد. إن أريد بمدخولها الفرد المعين كأنه جميع الجنس، أما العهد فقد يكون لشيء معهود في الذهن، 3- صدر بيت من الطويل لأبي طالب عم النبي، من كلمة يمدح فيها الرسول -عليه السلام، زهير حسان مفرد من حمائل سمي بذلك لأنه يحسم الخلاف بين الناس. "غير مكذب" غير حال من ابن ومكذب مضاف إليه، أو زهير خبر لمبتدأ محذوف؛ "حسام مفرد" خبر إن لمبتدأ محذوف، لأن المعرفة لا تنعت بالنكرة، وروي حساما مفردا على أنهما حالان من زهير، المعنى: يمدح زهيراً ابن عمته بأنه صادق المودة مخلص لرحمه، وزهير هذا هو: ابن أمية بن عاتكة بنت عبد المطلب، وعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرجال الذين اتفقوا على نقض الصحيفة التي تعاهدت فيها قريش على مقاطعة بني هاشم آل النبي، وعلقوها في الكعبة ليلجئوهم على حمل النبي على ترك دعوته. الشاهد: الإتيان بفاعل "نعم" اسما مضاف إلى مقترن بأل، هذا: وقد جاءت إضافة الفاعل إلى ضمير ما فيه أل في قول الشاعر: فنعم أخو الهيجا ونعم شبابها وأجاز الفراء ومن تبعه من الكوفيين إضافة الفاعل للنكرة، فنعم صاحب قومل لا سلاح لهم . وصاحب الركب عثمان بن عفانا وخص الجمهور ذلك بالضرورة، وورد مجيء الفاعل علما أو مضافا إلى علم؛ وقول النبي -عليه السلام: "نعم" عبد الله هذا. وأول على أن الفاعل ضمير مستتر حذف تمييزه، وما بعده بدل أو عطف بيان. 1- أي: أو رافعان لمضمرين مستترين وجوبا غالبا، ويلتزم هذا الضمير الإفراد والتذكير؛ نعم أمرين حاتم وكعب . كلاهما غيث وسيف عضب حكى الفارضي: "نعم بهم قوما"، وشذ تأكيده في: نعم هم قوما أنتم. وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله: مميز كـ"نعم" قوماً معشره* وهما يرفعان فاعلين مقترنين بأل، أومضافين للمقترن بها، ويشترط في هذا التمييز علاوة على مطابقة المخصوص التي ذكرناها: فلا يجوز: نعم شمسا هذه الشمس؛ لتعددها بتعدد الأيام. فلا يصح تقديمه على نعم وبئس. جـ- وأن يتقدم على المخصوص بالمدح أو الذم، فلا يجوز حذفه لئلا يبقى الفاعل المستتر مبهما ليس له ما يفسره إلا إذا وجدت قرينة تدل عليه؛ ومنه الحديث المتقدم: "من توضأ يوم الجمعة . أو حال محل ما يقبلها؛ لأنه خلف عما يجب قرنه بها وهو الفاعل، فلا يفسر بالكمات المتوغلة في الإبهام، ككلمة: "غير"، وأفعل التفضيل المضاف والمقرون بمن. 1- فاعل"بئس" ضمير مستتر فيها، و"بدلا" تمييز مفسر له؛ 1- صدر بيت من البسيط ينسب لزهير بن أبي سلمى، يمدح هرم بن سنان، "نعم" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو "امرأ" تمييز مفسر للضمير المستتر؛ "هرم" مخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر. "إلا" حرف استثناء. المعنى: يمدح هرما بأنه رجل كريم ذو مروءة، لا تنزل بأحد نازلة أو تحل به كارثة من كوارث الزمان تتطلب النجدة والعون؛ فإن فاعل نعم ضمير مستتر، وقد فسر لإبهامه بالتمييز بعده الذي هو "امرأ" وهنالك شاهد آخر في قوله: "إلا وكان" حيث جي بواو الحال قبل الفعل الماضي الواقع بعد إلا، كقوله-تعالى-: {إلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} من الآية 11 من سورة الحجر،