إنّ الأنبياء والرسل هم بشر اصطفاهم الله -تعالى- وفضّلهم على جميع العالمين، ثمّ فضّل الله بعض الأنبياء على بعض، كما فضّل الرسل على الأنبياء عليهم السّلام، حيث فرّق العلماء بين الرسول والنبي، فقالوا إنّ الرسول هو من أُرسل بشريعة لقوم كافرين، أمّا النبيّ فهو الذي بُعث إلى قومٍ يؤمنون بشريعة رسول أُرسل من قبله ليحكم بين الناس ويعلّمهم، كما فضّل الله -تعالى- أولي العزم من الرسل، قال الله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)،١] ويكون تفضيلهم بما آتاهم الله من الوسائل وأعطاهم من الفضائل، ففضّل موسى -عليه السلام- بكلامه، وفضّل نوحاً بأن جعله أول رسول للناس، وإبراهيم بأنّه خليل الله، وفضّل محمّد بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.٢] قصة موسى عليه السلام طفولة موسى موسى هو نبيّ من أنبياء بني إسرائيل أُرسل إلى فرعون وقومه، ويرجع نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وُلد موسى -عليه السلام- في وقتٍ تمادى فيه فرعون بظلمه وفساده وبالأخص ظلمه لبني إسرائيل، وقد زاد ظلمه عندما أخبره كاهن عن ولادة مولود في بني إسرائيل يُنهي ملك فرعون، ممّا أدّى إلى غضب فرعون وذبح أطفال بني إسرائيل واستحياء نسائهم، وفي ظل تلك المعانة جاء المخاض لأم موسى، فكتمت أمر ولادته خوفاً عليه من القتل، فألهمها الله أن تضع الرضيع في صندوق وتُلقيه في النهر عسى أن يقع في أيدٍ أمينة، فانتهى به المطاف إلى قصر فرعون، وما أن رأته زوجة فرعون حتى جعل الله محبته في قلبها، وقالت لا تقتلوه نريد أن نأخذه ولداً لنا، وأردت أنّ تُرضعه فأحضرت له المُرضعات، ولكنّ الله حرم عليه المراضع فلم يقبل بأي واحدةٍ منهنّ، حتى جاءت أخته فقالت لهم: (أنا أدلّكم على من يُرضعه لكم)، فردّه الله إلى أمّه وقرّت عينها به.