في ظل التطورات التي شهدها القطاع المصرفي برزت المخاطر التشغيلية واحدة من أهم المخاطر المصرفية التي تواجهها المصارف في بيئة الأعمال المصرفية الحالية، وما ينتج عنها من خسائر مالية كبيرة ناتجة بالأساس عن مخاطر فشل العمليات الداخلية، ثم وضع الخطط اللازمة لإدارتها بشكل سليم وفعال بما يخدم أهداف المصرف، ومنه فقد أصبحت إدارة المخاطر التشغيلية معلمًا مهمًا من معالم الممارسة الإدارية السليمة في المصارف، ومن هنا تبرز حاجة مجالس الإدارة في المصارف إلى آلية أو أداة تساعدها في تقييم أنشطة إدارة المخاطر التشغيلية للتأكد من مدى فاعليتها في إدارة تلك المخاطر، التي تسمح للمصارف من اكتشاف المخاطر والمشكلات قبل وقوعها، وهذا ما يمكن أن يقوم به نشاط التدقيق الداخلي في المصارف، التي ينبغي أن يتمتع بها المدقق الداخلي والمتمثلة في الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والمعايير المستخدمة عند أداء المهام المختلفة. لقد حظي الالتزام بأخلاقيات التدقيق الداخلي اهتمام عالمي كبير من قبل الكتاب والباحثين والجهات المهنية حول العالم، وتشكل في حد ذاتها أداة لقياس أداء ممارسي المهنة. وحتى يستطيع المدققون الداخليون تنفيذ مهامهم ومسؤولياتهم بشكل فعال ويرفع من جودة الأداء المهني الذي يقومون به تجاه أنشطة إدارة المخاطر التشغيلية المختلفة، وما يعطي تطمينات وتأكيدات للإدارة العليا ومجلس الإدارة بأن الإجراءات والضوابط الرقابية تنفذ بشكل صحيح، فإنه لا بد أن يتمتع المدققون الداخليون بأفضل الممارسات الأخلاقية والمتمثلة بالاستقلالية، ويساعد إدارة المصرف من الحد أو السيطرة على المخاطر التشغيلية، ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتؤكد دور الممارسات الأخلاقية للتدقيق الداخلي في الحد من المخاطر التشغيلية في المصارف العاملة في محافظة عدن.