فاضرب لي مثَل الرجل الذي يعمل العمل بغير قال الفيلسوف: من لم يكن في عمله متأنيً ُا وفي أمره متَثبتً ًا لم يبرح نادما، َأمثال ذلك مثَ ِل الناسك وابن عرس، قال الملك: وكيف كان ذلك؟ قال الفيلسوف: زعموا وكانت له امرأة لبثت عنده زمانًا لم تلد، فاستبشر بذلك الناسك وقال لها: أبشري فإني أرجو أن تلدي غلاما يكون لنا فيه ُمتاع وق ِرة عين، ومتخيرٌ له من الأسماء أحسنها، ما يحملك على أن تتكلم فيما لا تدري هل هو كائن أو غير كائن؟ فاسكت فإن العاقل لا يتكلم فيما لا يدري ولا يحكم على وم َّن تكل َّم فيما لا يدري — وقل أن يكون ُ— أصابه ما أصاب الناسك المهريق السمن والعسل على رأسه، َّذلك؟ قالت المرأة: زعموا أن ًناسك ٍا كان يجري عليه من بيت رجل ِمن التجار ر ٌزق من فكان يُ ُبقي من ذلك السمن والعسل، فبينما الناس ٍك ذات يوم مستلق َّعلى ظهره والجرُة فوق رأسه إذ َنظر إليها فذكر غ ٌلاء السمن والعسل، فقال: أنا بائع َّما في هذه الجر ٍة بدينار، فيحملن ويلدن لستة أشهر — ثم حزر على هذا الحساب لخمس سنين، َّ فلا يأتي عليَّ ُخمس سنين إلا ًوقد أصبت منها ومن الزرع مالا كثيرًا، وأشتري عبيد ًا وإماءً ورياشا ًومتاع ُا، فإذا فرغت َّمن ذلك تزو ًجت امرأة ًجميلة َذات حسب، وأشتد عليه في الأدب، فإن ورفع العصا يُ َّشير بها فأصابت الجرة َّفانكسرت، وانصب ُالسمن والعسل على رأسه ولحيته. ُوإنما ضربت لك هذا المثل لتنتهي عن الكلام فيما لا تدري، َّثم إن ًالمرأة ولدت غلاما سويٍّ ُ َّا، فسر به أبوه، َّاقعد عند الصبي حتى أغتسل وأرجع إليك، فانطلقت المرأة، ولم يقعد الرجل إلا ًقليلا ولم يُ َخِّل ًف مع ابنه أحد َّا، وكان مؤدبً َّا معلًما، وذهب إلى الملك. ُوكان في بيته ج ُحر ْأس َود ِ، فخرج يريد الغلام، فوثب عليه ابن ع ٍرس َّفقط ِعه ق َطًعا، فلقيه ابن عرس يسعى إليه كالم ِّبشر له بما ولم يظن إلا أنه قد قتل ولده، فضرب ابن ع ًرس بعصا كانت معه فقتله، ودخل منزله ولم أَِصر َإلى هذا الإثم والغدر،