من خلال تاريخ مقاطعة العرب للشركات الداعمة للاحتلال، أُجبرت الكثير من الشركات سابقًا على سحب استثماراتها من إسرائيل وتجنب التعامل معها خوفًا من مقاطعة السوق العربي لها منذ السبعينيات من القرن الماضي. ومع توقف الحكومات العربية عن دعم المقاطعة التجارية في التسعينيات بسبب ضغوطات سياسية دولية، ظهرت حركات شعبية قادها المستهلكون أنفسهم خلال آخر عقدين. نار اللوبي الصهيوني ونار القوة الشعبية العربية أيهما يثبت أكثر ينتصر ويسدد ضربات قاضية في الصراع العربي الصهيوني. وهو ما يؤكد أهمية وجدوى المقاطعة وتأثيرها على الساحة السياسة. وتنظيم عملية المقاطعة من خلال فرق ومنظمات حقوقية وخبراء اقتصاديين ومشاهير وإعلاميين يساعد على تحقيق نتائج أكثر إيجابية، والعمل على كسر كل صوت ينادي بعدم جدوى المقاطعة بالحجة والدليل. يعمل اللوبي الصهيوني على كبح أضرار المقاطعة بأساليب عديدة ومتنوعة منها الدفع لبعض المشاهير لكسر هذا الحصار الأخلاقي وضخ بعض الأموال مؤقتًا لتعويض النقص والذي يعتقدون أنه مؤقت ولن يستمر، ثم منع نشر أي أخبار تؤكد على فاعلية المقاطعة حتى ينكسر الناس ويعودوا إلى سيرتهم، وانقسم الناس بين مستهلك أخلاقي، تعظيم هذه الإيجابيات وإيجاد حلول للسلبيات هو الفعل الصحيح وليس محاربة المقاطعة، والمؤكد أن خسارة علامات غربية داعمة ينتج عنه استفادة علامة محلية أخرى لأن المستهلك سيبحث عن بديل ولن يتوقف عن الاستهلاك. ‏إن أهم دوافع المقاطعة هي دوافع إنسانية وأخلاقية أما الدافع الديني فهو يحول المقاطعة من فعل مستحسن إلى واجب شرعا خصوصا في السلع التي لها بديل آخر. الرسالة الأهم التي يجب أن تصل للشركات أن كرامة الإنسان العربي أهم من رفاهيته ورغباته المؤقتة، وعلى المستهلك العربي أن يكون أكثر ثباتا على مبادئه حتى تصل الرسالة بشكل أفضل والاستمرار لأكبر فترة ممكنة لتحقيق نتائج إيجابية في مسيرة النضال والدعم العربي للقضية الفلسطينية، ولاتستصغر موقفك كفرد لأن الأفراد يشكلون جماعة والجماعة تحقق الهدف.