كان المعبد مزينًا بأجمل الأوراق الملونة والمزخرفة، ومزينًا بالكامل بحواف ذهبية صغيرة. تتناوب الجدران المرآوية مع الأعمدة، تظهر مرايا جديدة وصور خفية، باقات زهور وأزواج محبين. على أطراف أسطح المعبد المقوسة، كما احتوى المعبد على مكان مخصص لساعة نسائية، مع خطافات جميلة على الأعمدة لتعليق سلسلة ذهبية يمكن تمريرها عبر المعبد. لم يظهر أي صانع ساعات ليضع ساعة على هذا "المذبح"، بُذلت جهود هائلة في بناء هذا المعبد المبدع، حيث لم يكن التصميم الهندسي أقل تعقيدًا من العمل الدقيق والمتقن الذي ظهر فيه. وعندما انتهى العمل على هذا النصب التذكاري الذي يمثل سنة جميلة من حياة صانع الكتب، شجعت زوس بونتسلين ذلك الشاب الجيد على السيطرة على مشاعره ومغادرة البلدة ليبحث عن مستقبله في العالم الواسع. بعدما أصبحت أرقى وأجمل من خلال صحبتها وتعليمها، ستكون مليئة بالسعادة والفرص، بينما هي ستظل تعيش في الوحدة وتذكره دائمًا. بكى الشاب دموعًا صادقة وهو يودعها ويغادر البلدة. فقد احتل منذ ذلك الحين مكانه على خزانة زوس العتيقة، مغطى بحجاب من الشاش الأخضر البحري، كما أطلقت على صانعه اسم "إيمانويل"، وأخبرت الجميع أن "إيمانويل" وحده هو من فهمها واستوعب شخصيتها. لكنها لم تمنح صانع الكتب نفسه هذا الاعتراف أثناء وجوده، بل كانت تعامله بجفاء وقسوة لتشجيعه على التفوق، حتى عندما كان يظن أنه أقرب الناس لفهمها. كانت مليئة بالكلمات العاطفية الصادقة التي عبرت عن حزنه العميق، كانت الرسالة مكتوبة بطريقة جميلة وصادقة لم تُتح له الفرصة للتعبير عنها من قبل، لأن زوس لم تسمح له بالتحدث بحرية. ولكن بما أنها لم تكن على علم بوجود هذه الرسالة المخفية، كان هذا رمزًا لكونها هي من لم تفهم طبيعته العاطفية الصادقة، كانت زوس قد أعجبت منذ وقت طويل بحياة صناع الأمشاط الثلاثة، ووصفتهم بأنهم رجال عادلون وعقلاء، وأصبح يظهر اهتمامًا خاصًا بها، عاملته بمودة واحتفظت به لساعات طويلة في منزلها من خلال أحاديثها الممتازة والممتعة.