هناك علاقة وثيقة بين للغة والتواصل وهذه العلاقة مهدت لوجود مفهوم جديد على الساحة التربوية هو مفهوم التواصل اللغوي الذي يقصد به نقل المعاني بين المرسل والمستقبل باستعمال اللغة، فعندما يتصل الإنسان بغيره اتصالا لغويا بغية التعبير عن الذات ونقل المشاعر والأحاسيس، وعملية الواصل اللغوي تتم عادة عن طريق التفاعل المتبادل بين طرفين (مرسل) و(مستقبل) وبينهما رسالة لغوية (مكتوبة) أو منطوقة) تسير في قناة تواصل لتؤدي إلى إشباع حاجات التواصل اللغوي، ونظرا لتعقد الحياة الحديثة وكثرة وسائل الاتصال وتنوعها أصبح الإنسان في أمس الحاجة إلى امتلاك مهارا التواصل اللغوي من فنون شفوية (كالاستماع والتحدث) وفنون كتابية (كالقراءة والكتابة) حتى يكون قادرا على الإقناع والاقتناع، كل هذا وذاك يحتم على التربويين ضرورة احتيار المدخل التدريسي المناسب لتعليم المهارات اللغوية بما فيها مهارات التواصل اللغوي، ولذلك يعد كثير من المتخصصين مدخل التواصل اللغوي مدخلا تعليميا وظيفيا يقوم على تعليم اللغة من خلال مواقف حيوية واقعية يستطيع فيها الطلاب ممارسة اللغة من خلال فنون أربعة هي: الاستماع، ولكن يجب اكتسابها كأحد أوجه الكفاءة التواصلية وهذه الكفاءة تشتمل على أربعة أبعاد رئيسة هي الكفاءة النحوية وذلك فيما يتعلق بصحة الأداء النحوي والصرفي، ويمكن تحديد الأهداف التي يجب إكسابها المتعلم من خلال تدريس اللغة باستخدام مدخل التواصل اللغوي بالآتي: - حصول المتعلم على أعلى درجة ممكنة من الكفاءة اللغوية. - تمييز المتعلم بين الصيغ التي أتقنها كجزء من كفاءته اللغوية والوظائف التواصلية التي تؤديها. إن هذا الاهتمام في تدريس اللغة عبر مدخل التواصل اللغوي لاقى رواجا كبير في كثير من النظم التربوية وحظي باهتمام ملموس من مراكز تطوير المناهج والمتخصصين في تعليم اللغات في العالم وذلك لأهميته في تمكين المتعلمين من الكفاءة التواصلية والتي تعد من أهم أهداف تعليم اللغة، حيث يكون دور المتعلم في الدرس التواصلي يتسم بالإيجابية والمشاركة الفاعلة فهو يشارك معلمه في اختيار الدروس والأنشطة التدريسية التي سيقوم بها إضافة إلى إبداء رأيه في طرائق التدريس المستخدمة فهو يتعاون دائما مع المعلم من أجل الوصول إلى أفضل النتائج. ومن هذا المنطلق كان لزاما أن يؤخذ في الاعتبار عند وضع برامج تعليم المهارات اللغوية وعند تدريسها والتدريب عليها حاجات المتعلمين وقدراتهم التي تؤهلهم لإرسال اللغة واستقبالها، كما يلزم مراعاة إمداده بالحوافز والدوافع التي تستثيره لاكتساب المهارات اللغوية المختلفة والعمل على تدعيمها وتعزيزها لديه بشتى الطرائق والأساليب. ويمكن القول أن كثيرا من المداخل التقليدية في تعليم اللغة ركزت على التكرار الآلي للعبارات وعلى الجمل الجافة البعيدة كل البعد عن واقع المتعلم مما أدى إلى افتقاد المتعلم القدرة على التواصل بينه وبين كتابه أو بينه وبين معلمه إضافة إلى عدم قدرته على التكيف مع الواقع الذي يعيشه، وبما أن المدخل التواصلي يجعل المتعلمين يتمكنون من القدرة على توظيف اللغة واستخدامها للتواصل الفعال تبدو الحاجة ماسة إلى أن تجعل المؤسسات التربوية المحتوى التعليمي والأنشطة التعليمية موجهين لتحقيق هذا الهدف بحيث يكون معيار اختيارهما وضع الطالب في مواقف حيوية واقعية تتطلب منه توظيف اللغة لعمل مهمة محددو باستخدام الأنشطة التفاعلية الاجتماعية مثل المحادثات والمناظرات والحوارات وغيرها من المواقف الوظيفية التي يحتاجها المتعلم في حياته اليومية.