تمد الفلاسفة العقل ّيون منذ القديم على الرياضيات لتوثيق موقفهم الذي يرى أ ّن كل مبادئ المعرفة فطر ّية، فما على الباحث في المعرفة سوى العودة الى عقله والغوص فيه لاكتشاف كل ما يحتاج من أسس المعرفة بشكل عام. أهم ديل هو أن الانسان هو الكائن الوحيد الذي يعرف ةالذي تو ّصل ا ل ى ا ن ش ا ء ع ل و م ف ي ش ت ى ا ل م ج ا لا ت و ا ل ذ ي ي م ّي ز ا لا ن س ا ن ه و ع ق ل ه ، ه ذ ا ي ع ن ي أ ّن ا ل ع ق ل ه و ا ص ل ا ل م ع ر ف ة و أ س ا س ه انستنتج بحسب الفلاسفة العقليين أ ّن المفاهيم الرياض ّية، موجودة في العقل قبليا، اي قبل اي تجربة حس ّية. وكذلك الخط المستقيم والمثلّث هي معاني رياض ّية حاصلة في العقل بالفطرة. الفيلسوف اليوناني المثالي في أحد كتبه (محاورة مينون) ومينون عبد جاهل، استطاع ان يكتشف بنفسه كيف يمكن انشاء مر ّبع، والتعلّم مج ّرد تذ ّكر وليس اكتسابا وبحسب افلاطون فا ّن الكائنات الرياض ّية موجودة في عالم المثل اي عالم الكمال الفكري.وهذا ما نجده بمعنى مختلف عند ديكارت الفيلسوف الفرنسي الذي يُعتبر مؤسسا للفلسفة العقلانية الحديثة، حيث ا ّن المعاني الفطر ّية ليس واضحة بذاتها بل حاصلة في النفس بالاستعداد والقابل ّية. ولقد انفتحت مع ديكارت آفاق واسعة امام الرياضيات. فراحت تحلّق في عالم التجريد وتش ّيد أبرا ًجا ذهن ّية تزداد بُع ًدا عن الواقع المحسوس؛ فالصفر ومفهوم اللانهائي والأعداد الكسر ّية والدائرة. وقد تح ّولت الرياض ّيات كلّها الى عمل ّيات جبر ّية لا تخضع الا لقواعد المنطق حتى كادت أن تُ َر ّد اليه.هي بالتالي هبة اله ّية وضعها الله في عقل الانسان.