ليس هذا الموقف إلا موقفا أعرض عن الحقيقة وأدار ظهره الموضوعية فالناظر في ما ترك العلماء العرب يجد ما يظمئن الي القول فإن لهم في العلم أسهاما بل لهم فيه القسط الأكبر فقد أخذ عن الحضارات السابقة لكنهم صححوا ما يستوجب التصحيح من أغاليط العلماء اليونانين وأضافوا ما قصروا عنه واخترعوا مالم يخطر لليونانيين بالأذهان وذالك بعد تجارب عدة وقيامهم ببحوث قيمة في جميع المجالات والادلة على ذلك كثيرة فقد صحح ابن الهيثم مثلا عملية الإبصار واكتشف كذلك ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى مكذبا ما جاء به جالينوس وابن سينا معا متبع منهج علمي في البحث وذلك عبر قيامه بتشريح كلي للإنسان بالرغم أن في ذلك الوقت كان ليس من الممكن التشريح وذلك لمى ينص به القانون والدين إلا أنه خاطر بحياته وقام بتلك التجربة والتي بدورها أفاد بها الأمة ومن من اخترعه العرب دون سابق مثيل مالم يتسع له المقام ويكفي أن نذكر مضخة الجزري التي تمثل أساس العلوم الميكانيكية اليوم فهي أساس المحرك البخاري والآلي.