خالل العشرية األولى من القرن العشرين ظير في الجزائر تياران يتفاعالن سياسيا، ولكل تيار قادتو وبرنامجو وأىدافو، ويطمق عمى التيار األولى المحافظون؛ الذي يمثمو أنصار الجمع بين األصالة والحداثة، وىم أولئك الذين تمقوا ثقافة عربية ـ إسالمية في المدارس الحكومة الثالث التي أنشئت سنة 1850 أو تخرجوا من المعاىد اإلسالمية أمثال الزيتونة والقرويين واألزىر، أو تخرجوا من بعض الزوايا المحمية بعد انفتاح رجاليا عمى شؤون العصر، وجميعيم أطمق عمييم الفرنسيون ىذه التسمية )المحافظون(ألنيم أرادوا المحافظة عمى أصالة الطابع العربي اإلسالمي لمجزائر مع االستفادة من تجارب األوروبيين وعموميم، لكن ىم لم يكونوا عمى وجية واحدة من إلى األصالة. ومن قادتيم "عبد القادر المجاوي" و"عبد أمثال: "عمر بن قدور" و"عمر راسم" و"محمد بن أبي شنب" و"صالح بن مينا". وكان أنصار ىذا التيار يقفون إلى جانب االصالح اإلسالمي وحركة الجامعة اإلسالمية ويتعاطفون مع الدولة العثمانية والنيضة العربية في المشرق، وكانوا يعارضون التجنيد االجباري لمجزائريين من أجل خدمة العمم الفرنسي، وقد أيدوا نشر التعميم وطالبوا بمضاعفة الجيود في ىذا الميدان، كما طاب بعضيم أيضا بإصالح الزوايا وجعميا مراكز تعميمية ناجحة.أما التيار الثاني؛ فيو تيار النخبة كما كان يسمي نفسو، وكان ليم موقف خاص من االسالم والحضار ة يختمف عن أصحاب التيار المحافظ، فقد اختار بعض منيم التجنس بالجنسية الفرنسية، أي التنازل عن األحوال الشخصية اإلسالمية التي جعميا قانون 1865 الحاد الفاصل بين حالة الرعية وحالة