«هناك تصور سائد أن مستقبل الحرب ستحدده التكنولوجيا وحدها». وحرب الخليج حيث أظهرت الجيوش الغربية تفوقًا نوعيًا في التقنيات الحربية. وتبالغ بعض الاتجاهات للتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من تقنيات ستحل محل الإنسان في إدارة الحرب. إلا أنّ القراءة التاريخية لتطور الحرب توضح أنها شأن إنساني بامتياز، وأن التغيرات الحادثة في أساليب الحرب عبر الفترات الزمانية المختلفة وقعت لعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة، سيكون من الضروري النظر في التطورات الحالية بعين تاريخية أوسع لا تركز النظر على التقدم التكنولوجي السريع في السنوات الماضية بل في إطار التحولات الأعمق لظاهرة الحرب عبر قرون. لا يمكن إنكار تأثير التطورات التكنولوجية على الحرب الحديثة. مع ظهور التقنيات المتقدمة مثل الطائرات بدون طيار وعلم التحكم الآلي والذكاء الاصطناعي، تطورت تكتيكات الحرب بشكل كبير. أحدثت الطائرات بدون طيار ثورة في الطريقة التي تتم بها العمليات العسكرية. تلعب الإنترنت دورًا حاسمًا في مكافحة التهديدات الرقمية وحماية البنية التحتية الحيوية. أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لتحليل البيانات واتخاذ القرارات السريعة في ساحة المعركة. يشكل استخدام الذكاء الاصطناعي كسلاح مخاطر الانزلاق وسوء الاستخدام. لقد أحدث التطور التكنولوجي تغييرًا عميقًا في الحرب الحديثة، ومن الأهمية بمكان أن تعمل الحكومات والسلطات العسكرية على تكييف استراتيجياتها وسياساتها لمواجهة الحقائق الجديدة في ساحة المعركة التكنولوجية.