سبةَ نَظْمِها وأَنَّها تَستذكِرُ وتَستحضِرُ قصيدةُ )عاشقُ الزَّنبقِ( للشَاعرةِ نبيلة الخطيب عُصفورًا داكِنَ الخُضرةِ صغيرَ الحجمِ )الطَّائرَ الطَّنَّانَ(، كانَ يرتادُ حقلَ الزَّنابقِ المُحيطِ ببيتِ طفولتِها في الباذانِ. وبعدَ عِشرينَ عامًا من الغيابِ أحضَرَتْ إلى حديقةِ بيتِها في عمَّانَ بعضَ الزَّنابِقِ المُتفتِّحةِ، فمَا مَرَّتْ إلَّ لحظَاتٌوالباذانُ قريةٌ رائعةُ الجمالِ قربَ مدينةِ نابلسَ في فلسطينَ، ثمَّ كانَ السَّفرُ والفِراقُ ممَّا حالَ بينَهَا وبينَ عصفورِها، وحنينٍ فيَّاضٍ إلى الوطنِ، بَعَثَ في قلبِها شُجـونَ الذِّكرياتِ الَّتي تَعمَّقَتْ في الصَّـدْرِ لكِنَّها لمْ تَغِبْ، وراحَ يَرتَشِفُ منها الرَّحيقَ، فكانَتْ تِلكَ الحادثةُ المُلهِمَ لنظمِها عَنْ شعورٍ صادقٍوأحاطَها بوجوهِ أهلِها الَّذينَ مِنْهمْ مَنْ قَضَى نحْبَهُ ومنْهُمْ مَنْ يَنتظرُ. كانَ ذلكَ الصَّوتُ نداءَ عصفورِها الحبيبِحتَّى سَمِعَتْ صَوتًا رَدَّ إليها الطُّفولةَ الغَائرةَ في عمقِ الزَّمنِ، يَومٍ ضَراوةً واشْتعالً. وأَجملَها في اسْتذكارِ الوطنِ بطبيعتِهِ الخلَّبةِ.