بدلا من البدء بشن الهجوم على مدنه المحصّنة" -صن تزو عند كتابتي لهذا المقال لم أرد منه الحديث عن أساليب هذه الحروب النفسية واستراتيجياتها بشكل موسع، ولكن وددت منه توضيح معنى الحرب النفسية بالأساس وتاريخها وأنواعها وأهدافها التي ترنو إليها. إنّه يمكننا القول إنّ الحرب النفسية هي "حرب العصر"، حيث أنها حرب تغيير السلوكات والقناعات وميدانها الشعوب والأفراد مدنيين كانوا أم عسكريين، إضافة لذلك فقد أصبح من الصعب على الدول -حتى العظمى منها- تحمل تكاليف الحرب العسكرية المباشرة التي تستنزف طاقاتها المالية والاقتصادية بشكل هائل، إضافة إلى رفض معظم شعوب تلك الدول بالزج بأبنائها في أتون الحروب المشتعلة، قد نجحت تلك الدول في أغلب الأحيان في تحقيق أهدافها بدون النزول إلى الأرض أو تعريض جنودها للخطر، ولكن في بعض الأوقات الأخرى تكون الحرب النفسية مقدمة للحرب العسكرية مثلما وقع في العراق مثلا، لتعبيد الطريق للقوات المهاجمة بعد ذلك. ولكنهم جميعا اتفقوا على معناها، بأنها شكل من أشكال الصراع الذي يهدف للتأثير على الخصم وإضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه وإحلال أفكار أخرى مكانها تكون في خدمة الطرف الذي يشن الحرب النفسية،