وأعتقد أن هذه الملكة الشخصية مستمدَّة من ملكة قوية أصيلة في الأمة التي يخرج منها أولئك الرحالون المنقطعون للسياحة … أو أبناء أمم تشبهها في البداوة والاشتغال بالملاحة … ملكة شخصية مستمدة من ملكة قومية … على أنني أعتقد — إلى جانب هذا الاعتقاد — أن ملكة الرحالة غالبة على الرحالين وغير الرحالين. ومنها الرحلة في داخل النفس أو في عالم الخيال. فإنه سمى نفسه «رهين المحبسين» لملازمته داره وحبسه في جسده، وكجول فيرن الكاتب الفرنسي الحديث … ••• كما لاحظ بحق أحد أصدقائي، لقد تعلقت بالسياحة في أوائل صباي، ومن هنا ألفت بعض شخوص التاريخ كأنني أعاشرهم كل يوم، أو تلك القرية ما ليس يتراءى لساكنها في ساعات أو أيام. أما اليوم فنحن نحسها بالعين والأذن كلما أردنا، وتمتزج بعبقريتها، ••• فالخير بعض الخير «خير» من لا شيء!