يمثل كتاب بقوة الاتحاد محاولة علمية جادة لدراسة الأوجه المختلفة للحياة الشخصية والحياة السياسية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، مؤسس وباني نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة ، من دون أن ننسى أن الشخصية التي يدور حولها الكتاب شخصية عربية مسلمة ، تشكلت في ظروف اقتصادية واجتماعية مختلفة تماماً عن تلك السائدة في أرجاء أخرى من العالم . ويمثل الكتاب أيضاً رؤية تحليلية جديدة لجوانب معينة من تاريخ المنطقة وأحداثها التي تركت أثراً في شخصية الشيخ زايد ، ومنهم الطبري وابن كثير وابن خلدون . ويبدو مهماً أن نعيد التأكيد على تطور مفهوم التاريخ تطوراً كبيراً باختلاف الزمان والمكان ، فقد نجح زعماء بني ياس الذين برز من بينهم جد الشيخ زايد الملقب بزايد الكبير ( 1855-1909 ) في صياغة وحدة من هذا الكيان الذي يصعب تطويعه وإدارته بأجزائه المتباعدة ونزعاته الانفصالية . المحور الثاني هو التحديث والتطوير ، وقد أتيح لإمارة أبوظبي في عهد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان الذي حكم في الفترة ( 1928-1966 ) أن تحظى بحاكم حقق العديد من المنافع لشعبه ؛ وأرسى تقاليد جديدة للحكم لم تكن معروفة فيما سلف من عهود ، ومع ذلك فإنه كان يخشى فكرة التحديث والتطوير التي لم تقتصر على أبوظبي فحسب لكنها انتشرت في منطقة الخليج بأكملها منذ الخمسينيات .