ما ورد في الحديث حول قصص عن رحمة الله بخلقه، قال الألباني: "أرأيتَ مَن عمل الذنوبَ كلَّها ولم يتركْ منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجةً ولا داجةً إلا أتاها، فهل لذلك من توبةٍ؟ قال: فهل أسلمتَ؟ قال: أما أنا فأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، قال: وغَدَراتي وفَجَراتي؟ قال: نعم، فما زال يُكبِّرُ حتى تَوارَى"،٦]هذا رجل أتى إلى الرسول مثقلًا بالذنوب وقد أفلت شمس حياته، وإذا بالرسول يبشره بسعة رحمة الله فيذهب مكبرًا وتكون قصته منارًا للأجيال بعده إلى قيام الساعة -إنها سماحة الإسلام- أما الهندوس يجعلون أنفسهم تحت أقدام الأبقار يدوسونهم حتى يتطهروا من الذنوب.٧] ومن قصص عن رحمة الله بخلقه أيضًا ما روي في بعض سكك المدينة أن بابًا فُتِح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمُّه خلفه تطرده فأغلقت الباب في وجهه ودخلت، فذهب الصبي ثم رجع حزينًا، فوضع خدَّه على عتبة الباب وعيناه مغرورقتان بالدموع، فخرجت أمُّه، وتقول: يا ولدي، أين تذهب عنِّي؟ مَن يُؤويك سواي؟ ألم أقل لك: لا تخالفني، والشفقة عليك، وإرادة الخير لك؟ ثم ضمته إلى صدرها، ودخلت به بيتها،