قيل إنّ مالك بن فهم قُتل خطأً على يد ابنه سليمة. كان مالك يُعيّن أبناءه حرساً بنظام النوبة، وكان سليمة محبوب أبيه وأكرمهم منزلةً، وقد علّمه الرماية حتى برع فيها. حسده إخوته، وحاولوا إثارة شكّ أبيهم فيه بزعم تقصيره في الحراسة، لكن مالك لم يُصدّقهم. قرّر مالك اختبارهم، فخرج متنكراً في ليلة نوبة سليمة. انفرد سليمة عن أصحابه كما جرت عادته، وأخذته سنةٌ على فرسه. فلما رأى الفرس مالكاً صهل، فاستيقظ سليمة ورأى الفرس ينصب أذنيه، فأطلق سهمه باتجاه ما رآه الفرس، ظناً منه أنه عدو، فأصاب سهم سليمة مالكاً في قلبه فقتله. وبعد سماع صوت السهم، ناداه مالك قائلاً: "يا بني، لا ترم، أنا أبوك"، لكنّ السهم أصاب هدفه.