وتغيب خلف السفن كعروس تزف إلى مثواها الأخير، بينما السحب تشيعها باكية، ويكسو الأفق بحمرة مائلة للظلام، حتى هبّت العاصفة التي جاءت مصحوبة بأمواج كالجبال تهزّ السفينة بقوة. هاجمت السفينة بلا رحمة حتى غدت لعبة بين أيدي الأمواج والرياح، واشتد وطيس المعركة بين هذا الجيش الجبار وبين هذه الفئة البائسة التي لا تملك من أمرها شيئاً والمغلوبة على أمرها. انقذني الصياد ثم أزمعت الرجوع إلى مسقط رأسي وأنا مدين له بحياتي، ولست أدري ما الذي جعلني أعود بذاكرتي إلى الوراء. تذكرت كل هذا وصورة ذلك اليوم المشؤوم واجمة أمامي بكل ما فيها وقد اعترتني موجة من الحزن والأسى. إلى أولادي إلى ماهر وخولة. حيث أرسلت به فتباً لك يا بحر.