وُلِدَ "أغسطينوس" في 23 نُوفَمْبِر عَام 354م تَقْرِيبًا، تَلَقَى مِنْ فَمِ وَالِدَتِهِ أُصُولَ الدِّينِ المَسِيحِيِّ، لَكِنَّهُ مَا أن أنْهى دِرَاسَتَهُ الإعِدَادِيَّةَ على أيْدِي أسَاتِذَةٍ وَثَنِيِّنَ، حتَّى نَسِيَ كُلَّ مَبَادِئِ الدِّينِ وَلَمْ يَبْقَ لَهُ مِنْهَا إلّا أَنْوَارٌ ضَئِيلَةٌ، فَأَخَذَتْ تَتَلاشَى رُوَيِدًا رُوَيِدًا مِنْ عَقْلِهِ وَقَلْبِهِ. ثُمَّ أَكْمَلَتْ قِرَاءَاتُهُ كُتِبِ فَلاسِفَةِ وَشُعَرَاءِ الوَثَنِيَّةِ عليها، فَثَارَتِ الأهوَاءُ الَّتي تُرِيِدُ الشِّبَعَ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ مادّةٌ، أَثَّرَ أغسطينوس بِتَوجِيهَاتِ أُمِّهِ وسُلُوكِهَا إلى حَدٍّ كَبِيرٍ جدًّا، تَأَثّرَ أغسطينوس بِحَيَاةِ القدّيس الأنبا أنطونيوس، وَتَمْت رِسَامَتُهُ كَاهِنًا عَامَ 391م. تَمْت رِسَامَتُهُ أُسْقُفًا عَلَى هيبو عَامَ 396م، فَظَلَّ يَرْعَى أَبْنَاءَ رَعِيَّتِهِ بِغَيرَةٍ وَحِكْمَةٍ وَتَجَرُّدٍ، وَيَقْضِي في خِلافَاتٍ خَاصَّةٍ وَعَامَّةٍ، وَيَرُدُّ عَلَى البِدَعِ وَالَهرْطَقَاتِ، وَيُرَاسِلُ الأسَاقِفَةَ وَالكَنَائِسَ وَالأدْيَارَ وَالرُّهْبَانَ وَالنُّسَّاكَ،