أولا-جغرافية القطر الجزائري وطوبونيميتها: تقع الجزائر في شمال إفريقيا لديها موقع استراتيجي وهي ضمن خطوط الطول 12شرقا 9غربا و دوائر العرض 19جنوبا 37شمالا، لها حدود مع البحر المتوسط ومن الشرق تونس وليبيا ومن الغرب المغرب والصحراء الغربية وموريتانيا ومن الجنوب مالي والنيجر ، كما أنها تتمتع بموقع استراتيجي وهي نقطة اتصال بين الشمال ( أوروبا ) والجنوب ( إفريقيا) وبين الشرق والغرب ، وهي بذلك تمثل نقطة اتصال مع العالم الخارجي بمختلف أصنافه في مجالات متعددة التجارة والعلاقات التجارية ، أودية وصحراء مما سمح بتنوع المناخ من مناخ متوسطي وقاري وصحراوي ، تعريف الطوبونيميا وأضنافها : وهي مشتقة من الكلمة اليونانية topos والتي تعني المكان ، وهي العلم الذي يدرس أسماء الأماكن المعروفة بالطوبونيميات toponymes ، وطوبونيميا toponymie دراسة أسماء الأماكن وأصلها . حيث عجلت الثورة المعرفية الحديثة بظهور هذا التوجه الجديد والمعروف باسم الأعلاميات كمقابل للفظ الأجنبي الأنوماستيك أي فلسفة الإنسان في تسمية ما حوله ، وتكون التسمية مرتبطة أساسا مع جغرافية المكان أو مع نوع من النبات أو الحيوان الذي يكثر تواجده بذلك المكان ، أو مع أسامي تربط الشعوب بأراضيهم من قبائل وعائلات أو أسماء لأولياء صالحين انتقلوا إلى ذلك المكان ، يبحث علم ما قبل التاريخ في أصل وتطور حضارات الإنسان قبل معرفته للكتابة وتتمثل مخلفاته الحضارية في بقايا مادية اثرية كالأدوات الحجرية و العظمية و الرسومات ونقوش جمارية ودراسة هذه المخلفات من شانها أن تسمح لنا من إعادة قراءة وتصوير وتصميم الحياة اليومية للإنسان ما قبل التاريخ في بيئته و زمن معين تمتد هذه الحضارة من 45الف الى 20الف سنة وهي الحضارة المنسوبة إلى نمط الأدوات التي وجدت اول مرة بموقع واد جبانة بيئر العاتر بالنسبة (شرق الجزائر ) ويرجع غالبية العلماء المتخصصين أن تكون الصناعة العاترية تنبثق عن الصناعة الموستيرية نتيجة تشبه بين الصناعتين (سواء من حيث التقنية او النمط) ويعرفون العاترية بأنها صناعة موستيرية مضاف إليها عنق في قاعدة الدوات خاصة مع وجود تزامن طبقي بين الحضارتين ويتم صنع العنق في الجهة القاعدية للأداة أي في المنطقة البصلية وذلك بحذف زوايا العقب والطرف الأقرب للقطعة حيث تشكل حزة عميقة وذلك بالطرق أحيانا على الجهة الباطنية وأحيانا أخرى على الجهة الظهرية وبصفة عامة الحصول على عنق . أما أداوتها فهي عبارة عن رؤوس سهام و مكاشط ومخازر ومحكات مزودة بنصل أو ساق في قاعدتها . أما الصناعات العاترية في شمال افريقيا تنسب إلى إنسان النياندرتال الذي عثر على بقايا له في جمجمتين بجبل ارهود بالقرب من مراكش لكن الدراسات المستجدة على الموقع وعلى البقايا البشرية أعادت التأكيد على الجمجمتين هما للانسان العاقل . سميت بالحضارة الايبرومغربية لاول مرة طرف البلاري سنة 1909 عندما تم اكتشاف أدواتها الأولى بموقع المويلح بالغرب الجزائري ورجح أول مرة أنها حضارة امتداد للصناعات القزمية الحجرية الموجودة بشبه الجزيرة الايبرية ولهذا أطلق عليها تسمية الايبرومورية بما يعني أنها مركبة من صناعتين ايبرية ومورية محلية ومع تطور الأبحاث تم تغيير التسمية إلى الموحلية أو الوهرانية ثم استقر الأمر على تسميتها الحضارة الإيبيرومورية أو الإبيرومغربية بحذف خط الوصل بين الكلمتين بما يفيد استقلالية هذه الحضارة عن أوروبا ومحليتها وأثبتت الأبحاث أن هذه الحضارة سابقة على الحضارة القفصية حيث تظهر في حدود 22 ألف سنة مع أن اغلب المصادر تجعلها في حدود من 13 ألف سنة وحتى 8 آلاف سنة وربما التركيز هنا على مرحلة الأصلية منها وتنتشر في المناطق الساحلية من شمال إفريقيا ولها امتداد قليل بالهضاب مثل موقع كولمناطة قرب مدينة تيارت استعمال مواد اولية مختلفة حسب المواقع والرقعة الجغرافية الصوان والكوارتزيت وبعض الصخور البركانية صخر النوويات للحصول على النصيلات قلة النوويات ذات الشكل الهرمي قلة النوويات بمسطحين للضرب المتقابلين بالنسبة للأدوات: من حيث الأدوات تتميز الصناعات الايبرومورية بالأدوات التالية قلة المحتات القزمية عامة لكن هناك بعض المواقع أعطت نسب معتبرة من هذه الأداة غناءها بالنصيلات ذات الظهر التي تعتبر الميزة الأساسية للصناعة اليبرومورية افتقارها للحجر قزميات الهندسية قلة القطع المهذبة مثل الشظايا و النصال التي أطرافها تحصل تهذيبات من الوجهين إحتواءها على صناعة عظمية فقيرة نوعا ما المرحلة القديمة تمتد المرحلة القديمة منها حسب بعض المصادر من حوالي 20500سنة الى غاية 10000سنة وتتميز بنسبة عالية من المحت القزمي مع ظهور القطع المهذبة المرحلة الكلاسيكية تمتد من 10 ألاف سنة الى 8 ألاف سنة وتتميز بارتفاع في نسبة النصيلات ذات الظهر ولتصل الى حدود 52 بالمئة وارتفاع نسبة المحزات نسبت هذه الحضارة الى موقع قفصة بتونس حيث عثر على مواقع تحتوي على الأدوات المميزة لها وبداية نسب إلى بعض الصناعات الأوروبية الخاصة بالحجري القديم الأعلى مثل أورغناسية لكن بعد التعميق في الأبحاث اصطلح على تسميتها وعلى تميزها وقد ظهرت هذه الحضارة بعد الحضارة الابيرومغربية وامتدت من حدود 7350سنة الى 4390 ق. تنقسم الحضارة القفصية الى مرحلتين رئيسيتين المرحلة النموذجية أو الأصلية وهي المرحلة الأقدم لهذه الحضارة و المرحلة الثانية هي القفصية العليا وهي الأحدث القفصية النموذجية تتميز أدواتها بالضخامة و كثير استعمال التهذيب المنحدر وافتقارها للقزميات الهندسية القفصية العليا وتبدا مع ظهور الاختلافات في تقنية الصناعة للأدوات القفصية حيث تظهر الصناعات العظمية وتتميز كذلك بنطاق جغرافي اوسع مقارنة بالنموذجية تتميز هذه الحضارة بقلة النصال واستعمال الشفرات والشظايا بكثرة حيث تنزع من الأنوية بطرق خاصة تعتمد الطرق و الضغط بواسطة أزميل عظمي أو خشبي وأبرز أدواتها المحتات وهو الأداة الأكثر رواجا واستعمالا النصيلات ذات الظهر هي الأداة الثانية في القفصية النموذجية بنسبة تصل إلى عشرون بالمئة الشفرات و الرؤوس ذات الظهر و المحكات تمثل نسبة ثمانية بالمئة من مجموع الأدوات الأزاميل المصنوعة من الشفرات التي تعرض للطرق فتنتج منه ابر دقيقة من أصوان أدوات من العظم المصقول وتتميز القفصية العليا و توجد منها المخارز وابر وسكاكين بيض النعام استخدم بشكل منتظم كقارورات واستعملت قشوره للزينة وتنسب سلالة هذه الحضارة البشرية إلى الإنسان العاقل لكن إلى نموذج مشتى العربى وبناء على خصائص هياكلهم العظمية فهم يشبهون المتوسطيين الحالين و لذا أطلق عليهم ماقبل المتوسطيين أو المتوسطيين الأوائل وهذا الإنسان أقل خشونة من إنسان مشتى العربي ويتميز بعضلات الرقبة والفكين اقل قوة ومحيط الجمجمة اهليجي الشكل و الوجه أكثر استقامة واستدارة وجبهته أكثر ارتفاعا تعتبر الحضارة القفصية أول حضارات العصور ما قبل تاريخية التي بدأت تمارس الفن وتصنع أدوات لغير الوظيفة البيولوجية فظهرت معهم زخرفة الأدوات العظمية وبيض النعام حيث عثر في بعض المواقع على قطع مزخرفة بحزات متوازنة ومنكسرة ومنحنية كما وجدت رسومات على الحجر لطيور وحيوانات ثدية ورسومات هدسية غريبة واستعمل القفصيون الحلي عن طريق ثقب قشور النعام وترتيبها وتجميعها بخيط يعلق على الصدر كما زينوا أجسادهم بواسطة المغرة (الصباغ الترابي الأحمر ) أما الدفن والمعتقدات تميزت الحضارة القفصية بطقوس وطرق معينة للدفن حيث كانت أجساد الموتى تطلى بالمغرة وتوضع معها هدايا جنائزية وتدفن بعدة وضعيات منها مثلا وضع الأيادي فوق الصدر و الوجه